تشَظّى المَجد فِي أشلاءِ الزمان .

هُنا، لن تشعر بالوقت !

الزمنُ يلتفُّ حول ذاته كأفعى تأكل ذيلها

في ظلمةِ القصرِ إذْ يغفو به الألمُ

والريحُ تهمسُ في جنبيهِ والنَّدمُ

هنا الملوكُ، هنا الأرواحُ هامدةٌ

والعزُّ يرقدُ إذْ خانتْهُ أنجُمُ

جدرانُهُ سردابُ الوجدِ في صمتٍ

سكنتْ بهِ الذكرياتُ السودُ والعدمُ

ما عادَ ينطقُ إلا الويلُ في صخبٍ

كأنّهُ مذبحٌ للعزِّ يلتهمُ ..

أواهُ يا قصرَ ماضٍ كانَ منتشياً

وها هوَ الآنَ في أقدارهِ يُهزمُ

كأنَّهُ طائرٌ في القيدِ مُنكسِرٌ

تذوي جناحاهُ، لا نورٌ ولا حلمُ

حتى المرايا بها الأشباحُ راقصةٌ

تروي الفجيعةَ والتاريخَ يبتسمُ

صوتُ الرصاصِ هنا ماضٍ يُؤرّقني

كأنَّهُ رجعُ همسٍ ضجَّهُ الألمُ..

يا ليتني لم أرَ الأحلامَ تنحرُني

على مذابحِ طغيانٍ لهُ نهمُ

من لي بأمسٍ طليقِ البأسِ مقتدرٍ

قد كانَ يزهو ولم تَغدرْ بهِ القممُ ..

يا ويحَ قلبٍ بليلِ البؤسِ أرهقَهُ

ليلٌ طويلٌ بهِ الأحزانُ تزدحمُ

قد كنتُ صقراً بآفاقِ العلى ملكي

واليومَ أشلاءُ مجدٍ في الهوى تُرمى

ناديتُ جُدرانَ هذا القصرِ معتذراً

لكنْ صدى الريحِ في الأرجاءِ يلتطمُ

لا الدهرُ أنصفَ، لا الأقدارُ راحمتِي

والخانُ في خدرِهِ يلهو وينتقمُ ..

سافرتُ بينَ زواياهُ أفتشُ عنْ

وجهٍ يُعانقني، لكنْ هوَ العدمُ

حتى الغناءُ بكى والنايُ يندبُني

واللحنُ أغنيةٌ تُبكِي وتَلتهمُ

كمْ عبلةٍ في ليالِ الحزنِ أُرهقَتْ

تهدي الملوكَ غناءً وهوَ مُنتقِمُ

كمْ عبدةٍ سُرقتْ أرواحُها وجعاً

والعينُ تدمعُ، لكنْ حلمُها العدمُ

هذي قصورُ الورى، قد كانَ يحكمُها

حلمُ التمدّنِ، لكنْ خانَها القَسَمُ

كلُّ الذينَ ادّعوا مجداً، تفرّقهمْ

سيوفُ بغيٍ، وموتٌ ظالمٌ قَسمُ ..

يا ضفّةَ النهرِ، يا أصداءَ أرملةٍ

تسيرُ داميةَ الأطلالِ تَلتطمُ

قولي لمنْ باعَ بالأوهامِ أمّتَهُ

هل ينفعُ القصرُ إنْ ماتتْ بهِ الهممُ؟

نامي أيا روحَ ماضٍ كانَ شامخَهُ

لم يبقَ منكِ سوى الأطلالُ والألمُ

قد ضاعَ ملكُكِ والأحلامُ هاربةٌ

لم يبقَ إلا صدى الأرواحِ يقتحمُ

وها أنا الآنَ في أوهامي مُكتئبٌ

أنعي السنينَ، ودمعي الحرُّ يلتهمُ

إنْ كانَ لي وطنٌ، فاليومَ قد ذهبَ

لم يبقَ إلا بقايا الحلمِ تَنهدمُ ..

يا صرحَ وهمي، أما آنَ الرحيلُ بنا

إلى ظلامٍ بهِ الأفراحُ تَختتمُ؟

قد كنتُ أحلمُ، لكنْ ها أنا وغدي

رمادُ مجدٍ، وأحلامي بهِ تَهُمُ ..

يا خذلانَ عمري، كُنْ ظلاً يؤانسُني

فما بقيتُ، ولا الأحزانُ تَرحمُ

لكنْ الحياةُ، لم تترك لنا راحةً

بل كانتْ سيفاً، تمزقُنا وتهدمُ

على كتفيها ثقلٌ عظيمٌ كالحِملِ

جرفَني معها، بعيدًا عن الظلمِ

ما عادتْ تأبهُ لأحلامِ السائرينَ

في دروبِها، باتت كالحُفرِ والتهمُ ..

مضيتُ وحدي أسيرُ بينَ ظلالها

زاخرةً بالألمِ والهمّ والتسأمُ

فالحياةُ تُسحقنا بينَ يديها

وتهدمنا، وتُرسلنا نحو السقمُ

عيناكَ قد غفَتْ، هل أنتَ لم تَفهمُ؟

ما كانَ سرابًا، كانَ حُلمًا مُكتتمُ

رحلَ الزمانُ كما جاءَ بالضيقِ

فإلى متى نعيشُ في سجنٍ نتذمَّمُ؟

لكنْ لا سلاحٌ سوى الصبرِ الذي

يُرغمُنا على السيرِ وإن كانَ الفشلُ

قُدنا مع الحياةِ في عتمةٍ حقيقيةٍ

حتى صرنا أمواتًا، ولكنْ بلا جُملُ ..

أما وقد سقطتْ جبالُ الرجاءِ

أضحى الطريقُ شائكًا في السُقُمُ

تلكَ هي الحياةُ، نحنُ ضيوفٌ مُثقلين

والخذلانُ كلَّ يومٍ لنا يُتبعُ وينقضُ.

#AOK

#Wr_Suzaku

#suzaku_ko

#suzaku_ko2