سَرابُ النور،بين جفاء الأمل وضَجر النجوم .

֙⋆ ִֶָ 𖦹 ࣪˖ .

──◍─────

عندما يأوي إلى فراشه، لا يجد الراحة التي يطلبها الجسد، بل ينغمس في غسق الوجود، فيلتقي دُجَى الليل مع سواد أفكاره، ما هي إلا لحظات حتى تفلت تلك الأفكارمن بين أصابعه كخيوط الأفق، حيث يمتد الفضاء إلى ما لا نهاية، في ذلك السكون الذي يعم الفضاء، يذوب هيكله الجَسَدي فِي بحرٍ من الأضواء، يُحلِق بين نُبضات النجوم وتَدفُقات النُور التي تَسطع مِن مَراجِع الوجود البعِيدة، داخل مُقلتيه بحيراتٍ عميقة، تعكس أسرار الكون ، وسط الظلام،و بضوءٍ خافت، كأنما تبرقان مِن بُعدٍ بعيد، نظراته مُتطلعة تبحث في سرابٍ قد يغيب عنه الزمن نفسه. في لحظات التأمل، كانت مُقلتَيه ثابتة، لا تُبصر شيئًا قريبًا، بل تتجه نحو آفاق الأبدية حيث لا حدود، وكأنها تغرق في تساؤلاتٍ أزلية. لم يكن في عينيها سوى عمقٍ لا يُقاس، كان الضوء يرقص فيهما، يتسلل عبر الزجاج المائي ليرسِم صورًا مِن الكون بينما كانَتْ الأجسام حوله تتلاشى، ليظل التركيز على ذلك الفضاء الساكِن في عينيهِ، الذي يتشكل بهيئة فضاء فارغ، ممتد، ومليء بالأسرار.

مَضجَع متطاير الأركان

آفاق الأبدية تُحيطه مِن كل جانب، يمتَد أمامَه مدى لا يُحدّ، وكل لحظة تمر به هي مرجعيةٍ جديدة في فهمه للوجود، في هذا السكون الكوني، تتراقص النجوم كأنها شُهب الفكر، تضيء العقل الذي يسبح في متاهات الفضاء، حيث تكون مَدى الأزل غير مرئي، كأن الزمان نفسه يتناثر في دواماتٍ عميقة. في تلك اللحظات، تتجلى تجليات الأفامه، وتغمره روائح الكون الطيبة كأنها شذى الكون الذي يبعث في ذاته حالة من الصفاء.

"هل أدركتِ يا نفسي أننا لسنا إلا خيوطًا تلتَقي وتفترق في الفَضاء؟" يُخاطب ذاته في لحظةٍ فلسفية عميقة، كأن الزمان يمر بين أصابعه كسرابٍ بعيد، "أم أننا مجرد مسارات تلتقي في لحظاتٍ من شروق الكون؟"

وترد عليهَ ذاته، كأنها صَدى غائِر في قاع المجرات، "نحن لُجَجٌ من الأفكار، تتناثر في بحيرة الفضاء، نختفي ونظهر في دواماتٍ لا نهاية لها، ولكننا، رغم اختفائنا، لا نَغيب. نحن نبضٌ مستمر، كما أن النجوم، رغم غروبها، تظل تُضيء لِمسافات."

يعود إلى صمته، وتختلط في ذهنه أشعة الشروق التي تلامس حدود الكون. "كل لحظة، هي نقطة تلاقي بين النور والظلام، بين أفقٍ ضبابي وآخرٍ منير، حيث يتلاقى سراب الزمان مع غياب الكواكب."

تستمر الأفكار في غمراتٍ من التأمل، يدرك في أعماق نفسه أن الفضاء ليس سوى سِرَاب الزمان الذي يعيد نفسه، وأن كل حركة في الكون، سواء كانت في أعماق المجرات أو بين وِقَار السماء، ما هي إلا دورة مستمرة، كما أن جود الكواكب في السماء ليس سوى انعكاس لنبض الكون الذي لا ينتهي؛ وهكذا، يصبح الفراش، في نظره، ليس مجرد مكان للراحة الجسدية، بل هو نقطة تلاقي بين العدم والوجود، بين الزمان والمكان، بين الأبدية والمحدودية، حيث يتنفس الكون ويتناثر في نفسه كنبضٍ لا يهدأ، وكأن الوجود كله يرقص في أبديةٍ لانهائية.

وفي مبُاغتة نجمية زُخرَفَت السماء

تبا لك !

كفاك تأملًا وانهض ليومك الجديد

#AOK

#Wr_Suzaku

#suzaku_ko