العالم العلوي
─•◈•──════≪ •❈• ≫ ──•◈•──════
بينما كان ليام يركض بفزع بعيدًا عن الحارسين، وشعور غامر
بالحرية والخوف يتنازعه، شعر بثقل مألوف داخل سترته.
مد يده لا إراديًا تحسس الختم بيده وأخرجه قطعة باردة ملساء
... الختم العائلي.
توقف فجأة، وتسمرت قدماه على الأرض. نظر إلى الختم بيده ثم إلى الحقيبة القماشية الثقيلة التي كانت تلتف حول كتفه. ضحكة مكتومة بدأت ترتسم على شفتيه، وسرعان ما انفجرت ضحكة عالية اهتزت معها أوصاله.
يضحك ليام بصوت عالٍ، يكاد يسقط من الضحك "يا إلهي! لماذا أخذته معي؟"
كان الأمر سخيفًا ومضحكًا في آن واحد. في غمرة الارتباك والتوتر من مغادرته عالمه للمرة الأولى، وفي ظل الخوف من الحارسين ومغامرته المجهولة، نسي تمامًا أنه لا يحتاج إلى الختم إلا للعودة. لقد حمله معه بشكل غريزي، كقطعة أمان من عالمه المألوف.
![عالم السطح-[C]العالم العلوي
[CU]─•◈•──════≪ •❈• ≫ ──•◈•──════
[C]بينما كان ليام يركض بفزع بعيدًا عن الحارسين، وشعور غامر
[](https://image.staticox.com/?url=https%3A%2F%2Fpm1.aminoapps.vertvonline.info%2F9378%2Fca4b339b55ff4588675d74177cc0048ce0251df7r1-900-600v2_hq.jpg)
ليام: يضحك وهو يهز رأسه "يا لي من أحمق أنا! خائف جدًا لدرجة أنني نسيت كل شيء!"
لكن وسط ضحكاته، لمعت عيناه ببريق مختلف. الختم معه الآن. لم يعد هناك طريق للعودة إلا بالنجاح في مهمته واستكشاف هذا العالم العلوي. لقد تجاوز نقطة اللاعودة.
في عالمٍ لم تطأه قدماه من قبل، شعر ليام بنعومة عشب أخضر تحت أقدامه، وهواء نقي يملأ رئتيه بإنعاش غريب. رفع بصره مدهوشًا إلى أشجار شامخة بألوان لم يرها قط، وروائح زهور برية تداعب أنفه. أصوات تغريد الطيور وحفيف الأوراق كانت سيمفونية جديدة تمامًا. كان العالم العلوي كوكبًا آخر، ينتظر اكتشافه. نظر من حوله ثم إلى الأعلى، متتبعًا اتجاه
"الكرة الذهبية" التي يجب أن يرشد غروبها عودته الوشيكة، واستعاد عزيمته لاستكشاف هذا العالم الجديد ضمن المهلة المحددة.
بينما بصره نحو الأعلى، حيث تخيل مسار ضوء الشمس الذهبي، وبدأ يراقب تغيره الدقيق على مدار اليوم. كانت "الكرة الذهبية" هي البوصلة التي سترشده للعودة في الوقت المحدد. ومع هذا الوعد الذي قطعه على نفسه، استعاد ليام عزيمته، مصممًا على استكشاف عجائب العالم العلوي، لكن ضمن حدود الأيام الثلاثة التي منحه إياها والده، والعودة سالمًا إلى دفء كهوفه وعائلته.فجأة، اهتزت حقيبة ليام القماشية بحركة مريبة. انتفض ليام برعب، يحدق بعينين واسعتين في مصدر هذا التحرك الخفي. لكن قبل أن يتمكن من الفرار، انبثق من الحقيبة كائن مألوف: حيوانه الأليف من العالم السفلي.
ليام: بذهول وارتياح "برونو! لقد أفزعتني!"
أطلق برونو، المخلوق الصغير الأملس ذو العينين الكبيرتين اللامعتين بالذكاء والمرح، سلسلة من الأصوات الغرغرة الغريبة التي بدت كضحكات مكتومة، ثم التف بحنان حول ساق ليام.
ليام: يبتسم ويربت على جسد برونو الأملس "يا لك من مشاغب صغير! كيف لحقت بي إلى هنا؟"
لم يستطع برونو الكلام، لكن عينيه المرحتين وحركاته المفعمة بالحيوية عبّرت بوضوح عن سعادته بلقاء صاحبه في هذا العالم العلوي الغريب. كان ظهور برونو المفاجئ بمثابة لمسة دافئة من الوطن، وبث في قلب ليام شعورًا بالألفة والأمان وسط هذه البيئة الجديدة الساحرة.
بينما يستكشف ليام محيطه الجديد، لمحت عيناه حركة سريعة قرب مجموعة من الأشجار. اقترب بحذر ليكتشف حصانًا بنيًا قوي البنية مربوطًا بجذع شجرة، يبدو وديعًا. ابتسم ليام بجرأة، وقفز بخفة على ظهر الحصان. كانت هذه تجربته الأولى لركوب حيوان، وشعر بسعادة غامرة وقوة متدفقة وهو يعتلي هذا المخلوق الدافئ. زمجر الحصان قليلًا تحت ثقله، لكنه سرعان ما استجاب لتوجيهات ليام الخفيفة.
انطلق ليام وبرونو على ظهر الحصان في نزهة مبهجة عبر الحقول الخضراء المترامية الأطراف. داعب الهواء وجهه بنعومة، وملأت رائحة الزهور البرية أنفه. شعر ليام، وبرونو ملتف حول خصره بأمان، وكأنه جزء من هذا العالم الساحر، ولو للحظات وجيزة.
![عالم السطح-[C]العالم العلوي
[CU]─•◈•──════≪ •❈• ≫ ──•◈•──════
[C]بينما كان ليام يركض بفزع بعيدًا عن الحارسين، وشعور غامر
[](https://image.staticox.com/?url=https%3A%2F%2Fpm1.aminoapps.vertvonline.info%2F9378%2Fb88bd568a5368fe191d0c01d14a5e6444478a889r1-944-913v2_hq.jpg)
تجولوا بين الأشجار الشاهقة، واستمعوا إلى حفيف أوراقها الذي بدا كهمسات قصص قديمة. رأوا جداول مياه صافية تلمع تحت أشعة الشمس، وطيورًا ملونة تحلق في السماء الزرقاء الصافية، تاركة وراءها ذيولًا من الألوان الزاهية. كل منظر وصوت ورائحة كانت تزيد من دهشة ليام وإثارة فضوله.
من بعيد، لمح ليام قرية صغيرة تتناثر فيها منازل متواضعة.رفع ليام رأسه ببطء، وعيناه تتسعان ذهولًا أمام بيوت العالم العلوي. لم تكن مجرد ملاجئ صماء، بل تحفًا فنية متناثرة بين الخضرة اليانعة. ألوان دافئة تغلف الجدران، وأسقف أنيقة ترتفع نحو السماء، بينما تعكس النوافذ الزجاجية أشعة الشمس ببريق آسر. حدائق صغيرة تزين محيطها، تنشر أزهارها عبيرًا لم يعرفه ليام من قبل.
"يا برونو..." همس ليام بإعجاب، وعيناه تتنقلان بانبهار. "كم هي مختلفة! تبدو جزءًا من الطبيعة، لكنها مصقولة."
إلى جانبه، أطلق برونو، حيوانه الأليف، اصوات متتالية من الغرغرات الهادئة التي بدت وكأنها موافقة صامتة. قاد الحصان بحذر نحوها، يأمل ألا يثير مظهره الغريب أي انتباه غير مرغوب فيه، وبرونو مختبئًا بذكاء داخل سترته.
عند أطراف القرية الهادئة، بجانب أحد المنازل ترجل ليام عن حصانه، وقرر ربطه على أحد الأشجار ، بحثًا عن ملاذ مؤقت وبعض الطعام. الإرهاق والجوع كانا ينهشان جسده، ولم يكن معه أي زاد من هذا العالم العلوي. تذكر البذور المباركة من عالمه، التي تنمو بوفرة وتمنح الطعام في أرضه. لم يتخيل قط أنها قد تحمل أي شر.
بإصرار يائس، أخرج ليام بعض البذور وزرعها في بقعة خالية في حديقة المنزل. كانت التربة مختلفة، لكنه تعلق بأمل ضعيف. سرعان ما نبتت البذور بسرعة مذهلة، لكن ما ظهر لم يكن مألوفًا. سيقان نحيلة نمت بسرعة البرق، وتفرعت منها أوراق حادة كالشفرات، ثم تفتحت براعم غريبة عن أزهار شاحبة بأسنان حادة ولامعة.
انتشرت النباتات بسرعة جنونية، وتسورت الجدار القريب والتفت حول الحصان المربوط. رعب متزايد تملك ليام، لم يرَ قط وحشية كهذه. وفجأة، انقضت إحدى الأشجار المتوحشة على الحصان المسكين، وصوت صرير مكتوم تبعه صياح مذعور. في لحظات، ابتلعت الأغصان المسننة الحصان بالكامل، ولم يبقَ سوى بقع الدماء.
ذهول ورعب خالص شلّا ليام. بذور عالمه الآمن تحولت هنا إلى كابوس قاتل. ارتجف جسده، لكن لم يكن لديه وقت للصدمة. هذه النباتات تهدد سكان هذا المنزل. بخطوات متسارعة وقلب يخفق بعنف، ركض نحو الباب وطرق بقوة، يصرخ محاولًا تنبيه من بالداخل: "افتحوا الباب! أرجوكم، افتحوا الباب بسرعة"
بعد لحظات، فُتح الباب بحذر، وظهر رجل كبير السن بوجه تعلوه الدهشة والريبة: "من أنت يا فتى؟ وما هذا الصخب؟ ماذا يحدث هنا؟"
بصوت لاهث، أجاب ليام: "ليس لدي وقت للشرح! هناك... نباتات خطيرة تنمو هنا. إنها تلتهم أي شيء يتحرك. لقد أكلت الحصان!"
نظر الرجل إليه بذهول وعدم تصديق: "نباتات تأكل؟ ماذا تقول يا فتى؟ هل أنت بخير؟"
في تلك اللحظة، بدأت الأغصان المسننة تتلوى وتزحف نحو جدار المنزل، وكأنها تستشعر الحياة بالداخل.
![عالم السطح-[C]العالم العلوي
[CU]─•◈•──════≪ •❈• ≫ ──•◈•──════
[C]بينما كان ليام يركض بفزع بعيدًا عن الحارسين، وشعور غامر
[](https://image.staticox.com/?url=https%3A%2F%2Fpm1.aminoapps.vertvonline.info%2F9378%2Ff00f758b1b610f0b77d27012595ade6b92e818dfr1-474-403v2_hq.jpg)
ليام: بصوت يائس وملح "صدقوني!. ابقوا في الداخل! أغلقوا كل شيء بإحكام. لا تخرجوا مهما حدث... سأجد طريقة لإيقافها. إنها خطر حقيقي!"
ظهرت فتاة قلقة خلف الرجل العجوز، تستمع بذهول إلى صراخ ليام وحديثه الغريب.
الفتاة: "جدي، ما الأمر؟"
ليام: يلتفت إليهما بجدية "ليس لدي وقت لشرح كل شيء الآن. لكن ثقوا بي، هذه النباتات ليست طبيعية. لقد زرعتها أنا، لكنها أصبحت وحشية هنا. سأحاول إصلاح هذا، لكن عليكم أن تكونوا آمنين داخل منزلكم حتى ذلك الحين. هذا من أجلكم."
تبادل الرجل والفتاة نظرات قلقة، كلمات ليام المذعورة ومشهد الأغصان الزاحفة تثير الرعب في قلوبهما.
الرجل: بتردد وخوف "حسنًا... سندخل ولن نخرج. لكن كن حذرًا يا بني ."
ليام: يهز رأسه بإصرار "سأفعل. ابقوا آمنين." ثم استدار بسرعة، وعيناه تجولان بيأس بحثًا عن أي أمل لمواجهة الكارثة التي أطلقها دون قصد في هذا العالم الغريب. كان عليه أن يكفر عن خطئه ويحمي هذين الشخصين البريئين من وحوشه غير المتوقعة.
ليام لنفسه، بصوت يائس : "ماذا أفعل؟ كيف سأقتل هذا الشيء؟ لقد خرج عن السيطرة تمامًا..."
فجأة، تلمع في ذهنه ذكرى عابرة من حكايات العالم السفلي... همسات عن مخلوقات تتغذى على النور وتذوي في الظلام.
ليام بصوت عالٍ، وكأنه اكتشف حلاً مفاجئًا : "...الظل! إنها تخاف الظل!"
تتجه عيناه بسرعة نحو الشمس الساطعة في السماء. ربما... ربما كان هذا هو المفتاح.عند سماع صوت ليام المليء باليأس، قفز برونو من على كتفه، وعيناه الكبيرتان تنبضان بالقلق. أطلق سلسلة من الأصوات الغرغرة السريعة، وكأنه يسأل عما يحدث.
ليام: ينظر إلى برونو بجدية "برونو، هل يمكنك مساعدتي؟ هذه النباتات... إنها خطيرة جدًا. أعتقد أنها تكره الظل. هل يمكنك... هل يمكنك أن تجعلها تخاف؟"
لم يفهم برونو الكلمات تمامًا، لكنه استشعر قلق ليام وخطر الموقف. بدأ يتحرك بتردد نحو أقرب ساق للنبتة المسننة، ثم أطلق وميضًا خافتًا من الضوء الخافت الذي ينبعث من جسده. لم يكن الوميض قويًا بما يكفي لإيذاء النبتة، لكنه كان كافيًا لجذب انتباهها.
تلوت النبتة ببطء نحو برونو، وكأنها تستكشف هذا الضوء الغريب. نظر ليام إلى برونو بأمل. ربما كان حيوانه الأليف الصغير قادرًا على مساعدته بطريقة ما.
تتبع ليام برونو وهو يتحرك ببطء بعيدًا عن المنزل، والنباتات المسننة تلتف نحوه ببطء فضولي. وبينما كان ليام يراقب بحذر، فُتح باب المنزل ببطء، وخرجت الفتاة التي رآها سابقًا، وعيناها مثبتتان على المشهد المرعب.
لم تتردد الفتاة لحظة. نظرت حولها بسرعة، ثم أمسكت بفأس كانت تستند إلى جانب المنزل. وبقوة مفاجئة، اندفعت نحو أقرب نبتة متوحشة، ورفعت الفأس عاليًا، ثم هوت بها على الساق النحيلة بكل قوتها.
صدر صوت خشخشة حاد، وانقطع جزء من الساق المتوحشة. تراجعت النبتة قليلًا وكأنها شعرت بالألم. نظرت الفتاة إلى ليام بعيون مصممة، ورفعت الفأس مرة أخرى، مستعدة لضربة أخرى.
يتبع
* ╚»★«╝[̲̅ •❈• ]╚»★«╝ *
![عالم السطح-[C]العالم العلوي
[CU]─•◈•──════≪ •❈• ≫ ──•◈•──════
[C]بينما كان ليام يركض بفزع بعيدًا عن الحارسين، وشعور غامر
[](https://image.staticox.com/?url=https%3A%2F%2Fpm1.aminoapps.vertvonline.info%2F9378%2Fca54b966c6ac6fc44a6175144ed52ea06480ed28r1-709-1181v2_hq.jpg)
Comments (4)
لكل ليام قصته الخاصة
حتى مع تشابه الأسماء، لكل واحد منا عالمه الخاص وتفاصيله المختلفة
حبيت
شكرًا على التعليق اللطيف