<img src="https://sb.scorecardresearch.com/p?c1=2&amp;c2=22489583&amp;cv=3.6.0&amp;cj=1">

عالم السطح

Author's Avatar
lilas 10 days ago
18
1

حديقة الرعب

بقلبٍ يخفق بين الإصرار والخوف، وذهنٍ يسابق الزمن لإيجاد حل، وقف ليام أمام المنزل المتواضع الذي تحول فناءه الخلفي إلى ساحة رعب نباتية. الأغصان المسننة تتلوى بجنون، كأذرع وحش جائع يحاول اقتحام جدران الأمان. خشخشة الأوراق الحادة تمزق سكون القرية الهادئة، معلنةً عن خطر لم يعرفه هذا العالم من قبل.

فجأة، دوى ارتطام عنيف هز الأرض. ارتعد ليام وبرونو والتفتا بسرعة ليقع بصرهما على مشهد صعقهما. النبتة الضخمة التي هددت المنزل سقطت جانبًا بقوة، كأن قوة خفية جذبتها للأسفل. قبل أن يستوعب ليام ما حدث، انسحبت نبتة أخرى بسرعة خاطفة من خلفه، كاشفةً عن مصدر الضربة القاضية.

عالم السطح-[C]حديقة الرعب

[C]بقلبٍ يخفق بين الإصرار والخوف، وذهنٍ يسابق الزمن لإيجاد حل، وقف ليام أمام المنزل المتواضع الذي

الخوف يتسلل إلى قلوب أهل القرية. خشخشة الأوراق الحادة تمزق سكون يومهم الهادئ، تدق ناقوس الخطر في الأرجاء.

في منازلهم المتواضعة، يرتجف السكان وجلين. الأبواب والنوافذ مغلقة بإحكام، كتحصينات واهنة تحاول صد وحش غير مرئي. خلف الجدران، تتجمع العائلات في صمت مطبق، آذانهم مصغية لأي نذير خطر قادم.

دوى الارتطام العنيف الذي هز الأرض، فارتعدت قلوبهم خوفًا. تخيلوا الأسوأ، ربما اخترق الوحش أحد المنازل، أو يزحف نحوهم ببطء وثبات.

لحظات الرعب تحولت لدقائق طويلة، وكل خشخشة ورقة وكل صدى صوت يزيد توترهم وقلقهم. انتظروا في صمت رهيب، يترقبون مصيرهم المجهول، حتى انقشع الغبار وتبين أن من يواجه هذا الخطر بشجاعة.

كانت الفتاة! تقف شامخة وفأسها الثقيل يرتفع ويهبط بقوة هائلة على جذور النبات المتوحش. عيناها تقدحان عزيمة وشجاعة، وكل ضربة فأس تحدث صوتًا حادًا يخترق الهواء، مصحوبًا بتناثر أجزاء من الجذور السميكة. لم تكن مجرد فتاة خائفة، بل محاربة صغيرة تواجه هذا الكابوس النباتي بكل قوتها.

ضربات الفأس القوية والمتكررة على جذور النبات المتوحش تبعث الأمل في قلب ليام.

صوت الخشخشة الحاد الناتج عن قطع النسيج

السميك يتردد في المكان، معلنًا بداية النهاية لهذا الكابوس النباتي.

عينا ليام معلقتان بالفتاة، يشعر بمزيج من الدهشة والامتنان. لم يتوقع هذه المساعدة السريعة والحاسمة من غريب في هذا العالم الغريب. برونو، بدوره، توقف عن إصدار وميض الضوء، وعيناه الصغيرتان تراقب المنظر بتوتر.

مع كل ضربة فأس ناجحة، تبدأ قوة النبات في الضعف. الأغصان المسننة تترنح ببطء، وفقدت بعض سرعتها الجنونية في الالتفاف. يبدو أن عزيمة الفتاة تفوق قوة هذه النباتات الغريبة.

في لحظات قليلة، وبعد ضربات الفأس المتواصلة، يبدو أن النبات المتوحش قد تلاشى تمامًا! كأن وجوده مجرد وهم أختفى. لم يتبق منه سوى بقعة داكنة على الأرض، وآثار باهتة حيث كانت جذوره المتشابكة.

عالم السطح-[C]حديقة الرعب

[C]بقلبٍ يخفق بين الإصرار والخوف، وذهنٍ يسابق الزمن لإيجاد حل، وقف ليام أمام المنزل المتواضع الذي

ليام والفتاة يقفان صامتين للحظة، يحدقان في المكان الخالي الذي كانت تحتله النباتات المرعبة. يسود صمت عجيب، لا يقطعه سوى أنفاسهما المتسارعة. برونو، المختبئ خلف سترة ليام، يطل برأسه الصغير.

يتمتم ليام بصوت خافت، غير مصدق ما يراه: لقد اختفت...

تنظر الفتاة إلى مكان النبتة المختفية، وعلى وجهها حيرة وانتصار خفيف.

يخرج الرجل العجوز من المنزل ببطء وحذر، وعيناه تتفحصان المنطقة المحيطة. يرى ليام والفتاة يقفان بجانب بقعة خالية، ولا يجد أثرًا للنباتات.

يعود بنظره إلى حفيدته، وعلامات الحيرة والدهشة لا تزال مرتسمة على وجهه الشاحب: أين... أين ذهبت تلك النباتات، يا روبرتا؟ يسأل بنبرة مترددة، وكأنه لا يصدق ما رآه. صوته مرتعش قليلًا، يعكس الصدمة.

روبرتا، الفتاة الشجاعة، تنظر إلى المكان الخالي حيث كانت النباتات المرعبة قبل لحظات.

تتسع عيناها قليلًا وهي تحاول استيعاب ما حدث، تجيب بصوت خفيض: "بعد قطع جذورها... تلاشت تمامًا. لم يتبق منها شيء." نظرت إلى الفأس، ثم إلى بقعة الأرض ودماء الحصان، اختفاء غريب لم تفهمه، تاركًا إياها بمزيج من الانتصار والقلق.

يتقدم الرجل العجوز ببطء نحو البقعة الفارغة، وينظر إليها بتفحص. يمد يده المرتعشة ويلمس التربة، لكنه لا يجد أي أثر للنباتات التي كادت تفتك بهم. الغموض يلف كل شيء. من أين أتى هذا الغريب؟ وما هي تلك النباتات التي اختفت بلا أثر؟

تنظر روبرتا إلى ليام بعينين فاحصتين: من أين أنت يافتى؟ تسأل بنبرة مباشرة: ملابسك... لهجتك... وحتى ذلك المخلوق الصغير الذي كان معك... كل شيء فيك غريب. من أنت ومن أين أتيت؟

يقترب الرجل العجوز منهما ببطء، وينظر إلى ليام بتفحص هو الآخر. يبدو أنه يشارك حيرة حفيدته: أجل يا بني، أنت تبدو غريبًا عن هنا.

الارتباك يرتسم بوضوح على وجه ليام. عيناه تتنقلان بين الفتاة والرجل العجوز، ثم تلقيان نظرة خاطفة على برونو المتشبث بسترته. لسانه يكاد يعقد من فرط التوتر. كيف يمكنه أن يشرح لهم شيئًا يبدو ضربًا من الخيال؟

يبدأ ليام بصوت متلعثم: أنا... أنا...، ثم يتوقف للحظة، يحاول

ترتيب أفكاره المتضاربة: الأمر معقد بعض الشيء.

يبلع ريقه بصعوبة ويتابع بنبرة أكثر هدوءًا: أنتما محقان.

أنا لست من هنا. لقد أتيت من مكان بعيد جدًا... مكان مختلف.

ينظر إلى الأرض للحظة، ثم يرفع عينيه إليهما بصدق: أعلم أن هذا يبدو غريبًا، لكن تلك البذور... إنها من عالمي. في عالمي، تنمو لتمنح الطعام، لم أتخيل أبدًا أنها ستتحول إلى شيء كهذا هنا.

يضيف بأسف واضح: أنا آسف جدًا لما حدث. لم أقصد أبدًا أن أسبب لكما أي أذى أو خوف.

الصمت يخيم على المكان للحظات. الفتاة والرجل العجوز يتبادلان نظرات غير مصدقة. كلمات ليام تبدو غريبة وغير مفهومة.

تتصلب نظرة الفتاة، والغضب يلمع في عينيها. كلماتها تأتي حادة وقاطعة، تعكس الرعب الذي شعرت به واحتمالية تعرض قريتها للخطر.

: تقول الفتاة بحدة، كدت تدمر قريتنا!وتشير بيدها نحو المنازل المتواضعة الهادئة: تلك النباتات كادت أن تنتشر وتؤذي الجميع.

من حسن الحظ أنني كنت هنا وأستطعت بصعوبة إيقافها.

تخطو خطوة نحوه، ونبرة صوتها تزداد حدة: لا أعرف من أين أتيت وما هي حكايتك الغريبة، لكن ما فعلته كان خطيرًا. يجب أن ترحل من هنا. لا نريد أي مشاكل أخرى بسببك.

عالم السطح-[C]حديقة الرعب

[C]بقلبٍ يخفق بين الإصرار والخوف، وذهنٍ يسابق الزمن لإيجاد حل، وقف ليام أمام المنزل المتواضع الذي

يقف الرجل العجوز بجانب حفيدته، ويبدو على وجهه القلق والتأييد لكلامها. لقد رأى بنفسه سرعة ووحشية تلك النباتات، والخطر الذي كاد يهدد قريتهم الهادئة: نعم يا بني، أعتقد أن من الأفضل لك أن تذهب. يقول الرجل بنبرة أكثر هدوءًا لكنها حازمة: لقد سبب وجودك هنا الكثير من الذعر. ارحل بسلام.

يحاول ليام الدفاع عن نفسه بصدق وندم واضحين في نبرة صوته.

يقول بأسف عميق: لم أكن أقصد أبدًا أن يحدث هذا، كان جهلًا مني. لم أكن أدرك كيف ستتصرف بذوري في هذا العالم.

في عالمي، هي مصدر للخير والغذاء.

لكن في هذه اللحظة الحرجة، تبدأ أصوات غاضبة تتعالى من داخل القرية. أبواب المنازل تُفتح بعنف، ويخرج منها رجال ونساء وأطفال، وعلى وجوههم علامات الغضب والهلع. لقد سمعوا الصراخ ورأوا الفوضى، وربما شاهدوا آثار النباتات المتوحشة قبل أن تختفي.

: ما الذي يحدث هنا؟ يصيح أحدهم بنبرة غاضبة.

: من هذا الغريب؟ يسأل آخر وهو ينظر إلى ليام بشك وعداوة.

: لقد رأيت تلك النباتات المخيفة! تقول امرأة وهي تحتضن طفلها بذعر: كادت أن تصل إلى منزلنا!

الحشود الغاضبة تتقارب ببطء نحو ليام، والهمسات تتحول إلى صرخات اتهام. نظراتهم مليئة بالريبة والخوف، وليست هناك أي علامة على التعاطف أو التفهم. يبدو أن محاولات ليام لشرح نفسه قد تأخرت كثيرًا، وأن غضب أهل القرية قد بلغ ذروته.

الوضع الآن يزداد سوءًا بسرعة. ليام محاط بحشد غاضب، يتهمونه بتعريض حياتهم للخطر.

يتقدم رجل ضخم البنية من بين الحشود الغاضبة، وعيناه تحدقان في ليام بشك وريبة. صوته جهوري وعميق، يحمل نبرة تهديد خفية.

يسأل الرجل بنبرة آمرة: ما هذه النباتات التي أخرجتها بهذه السرعة من التربة، هل كنت تنوي تدمير القرية بمن فيها؟

يجيب ليام بنبرة هادئة، محاولًا الحفاظ على رباطة جأشه في مواجهة نظرات الشك والعداوة: أتيت من مكان بعيد، لم تسمعوا به من قبل. يضيف ببطء وتفكير: عالمي مختلف عن عالمكم. فيه أشياء قد تبدو لكم غريبة وغير قابلة للتصديق.

ينظر حوله إلى الوجوه الغاضبة، ثم يعود ببصره إلى الرجل الذي طرح السؤال: أعلم أن ما حدث اليوم كان مرعبًا، وأنا أتحمل مسؤولية ذلك. لم أكن أعرف أن بذوري ستتحول إلى هذا الخطر هنا. صدقوني، لم يكن قصدي أبدًا أن أؤذي أي أحد.

صيحات الغضب تتعالى من كل حدب وصوب. كلمات ليام لم تفلح في تهدئة الحشود، بل زادت من حدة خوفهم وغضبهم. أصواتهم تتعالى في انسجام مخيف: ارحل! ارحل من هنا!

العيون تحدق به بعداوة، والأيدي تشير إليه في إشارة واضحة إلى ضرورة مغادرته الفورية. الخوف من المجهول والخطر الذي جلبه معه هذا الغريب يتملك قلوبهم. لم يعودوا مستعدين للاستماع إلى أي أعذار أو تفسيرات.

عالم السطح-[C]حديقة الرعب

[C]بقلبٍ يخفق بين الإصرار والخوف، وذهنٍ يسابق الزمن لإيجاد حل، وقف ليام أمام المنزل المتواضع الذي

: لا نريد مشاكل!

: اذهب من حيث أتيت!

: ابتعد عن قريتنا!

الكلمات القاسية تنهال على ليام كوابل من نار. يبدو أن فرصته لكسب ثقتهم قد ضاعت تمامًا. الحشد الغاضب يحيط به، وسط الصرخات الهادرة والوجوه الغاضبة المحيطة به، يحاول ليام أن يتمالك نفسه ويستوعب الموقف. كلمات أهل القرية القاسية تخترق أذنيه، لكنه يحاول التركيز على شيء آخر، على تبرير وجوده في هذا العالم الغريب.

: يهمس ليام لنفسه بصوت خافت يكاد لا يُسمع وسط الضجيج: يا إلهي... لقد كنت مخطئًا تمامًا. لم أتوقع أن يكون العالم العلوي هكذا.

تتداعى في ذهنه الصور الوردية التي رسمها لهذا العالم قبل مجيئه. كان يتخيل مكانًا مليئًا بالجمال والدهشة، لكنه الآن يواجه الخوف والعداء.

: ليس العالم العلوي هو الخطير... يتمتم ليام بمرارة، وعيناه تراقب الحشود الغاضبة: بل هم الخائفون مني... خائفون مما لا يعرفونه.

يشعر ليام بالوحدة والعزلة في هذا المكان. لم يكن يقصد أن يثير الرعب، وكل ما أراده هو استكشاف هذا العالم الجديد والعودة سالمًا إلى وطنه.

لكن الآن، يبدو أن مهمته قد تحولت إلى صراع من أجل البقاء وتجنب غضب هؤلاء الناس الخائفين.

يقول ليام بصوت عالٍ بما يكفي ليُسمع وسط بعض الهمسات التي بدأت تخفت قليلًا، ويرفع يديه قليلًا في إشارة للاستسلام"حسنًا... سأرحل. لم أكن أرغب في إيذاء أي منكم.".

ينظر إلى الفتاة والرجل العجوز بنظرة أخيرة تحمل أسفًا حقيقيًا. ثم يستدير ببطء، متجاهلًا نظرات الحقد التي تلاحقه. برونو يجلس على كتفه، ويتشبث به بقلق وهو يراقب الحشود من فوق كتفه. يبدأ ليام بالابتعاد عن القرية بخطوات ثابتة، لكن قلبه مثقل بالحزن وخيبة الأمل. لم تكن هذه هي البداية التي تخيلها لمغامرته في العالم العلوي.

يراقبه أهل القرية وهو يبتعد، وتتخلل نظراتهم مشاعر مختلطة من الغضب والارتياح. البعض يهمس بكلمات نابية، بينما يكتفي البعض الآخر بمراقبته حتى يختفي عن الأنظار. الآن، ليام وحيد في هذا العالم الغريب، مطرودًا من أول مكان حاول فيه التواصل. عليه أن يجد طريقه بنفسه، وأن يتعلم كيف يتعامل مع سكان هذا العالم العلوي الخائفين.

مهمته للعثور على طريقة للعودة تبدو الآن أكثر صعوبة من أي وقت مضى.

عالم السطح-[C]حديقة الرعب

[C]بقلبٍ يخفق بين الإصرار والخوف، وذهنٍ يسابق الزمن لإيجاد حل، وقف ليام أمام المنزل المتواضع الذي

يتبع..

Likes (18)
Comments (1)

Likes (18)

Like 18

Comments (1)

حبيت

Read more
1 Reply 8 days ago
    Community background image
    community logo

    Into Kings Of Manga? the community.

    Get Amino

    Into Kings Of Manga? the community.

    Get App