〞 قَادَةُ العالَمِ الحَجَريّ وفلسفاتهُم الثَلاث.

أهلاً بك في مقالي ៲ تسرني رُؤيتك.

هـنا مدونتي عـن عـالم واحد وثلاثة

فـــــــــلـــــــســـــــــــــــفــــــــــــات.

៲   𝟤𝟢25.4.19 ៲      ⎯ 國 #YN ៲

⎯⎯⎯⎯⎯⎯⎯⎯⎯⎯⎯⎯⎯

     حضن أخضر.

                       .ولادة قادة في العالم الحجر.

شعاع أخضر يحتضن الكون في لمحة بصر، والبشرية تصبح تماثيل تحيا بأجساد متجمدة، تفنى الحضارات وتندثر الخرائط، و تعود الطبيعة لتستولي على ما كان مُلكها من الأساس، في عالم حجري لا وجود للبشر؛ هذا العالم أرض الحيوانات، أرض الأصل، لكن البشرية لم تكن يومًا كائن رضيَ بمصيره، بل سعى في كل مرة لتغييره، بين تماثيل سكنتْ نفوسٌ قوية، احتفظت بوعييها كي ترد، و تمسح زوالها من الحجر، إنها تستعد لتكون حاكمًا من جديد.

وسط ثوانٍ يعدها عقلٌ لم يغفو، طفل بمرتبة العلماء، ينتظر صحوته وينوي إعادة كل ما تلاشى، دون أن يحدد ماهو الصواب والخطأ، لكنه على طريقه يحي بطلًا بروح القضاة، يخالفه في المعتقد والفلسفة.

بينما على طرف الأخر، عالِمٌ يحمل وسام "ناسا"، صانع الصواريخ و الأنظمة، ينتظر لحظة اليقظة، ليغتنم الفرصة، ويتأهب ليومٍ يُطَّبق فيه حكم الدكتاتورية، و يحقق فيه كل مصالحه الشخصية.

     إن اجتمع الثلاثة... فأيُّ عقلٍ سيقود؟

وفي عالم حجري، من سيكون الناطقَ الرسمِي؟

                                             وأيّ فلسفة ستكون عنوان نهائي؟

⎯⎯⎯⎯⎯⎯⎯⎯⎯⎯⎯⎯⎯⎯⎯⎯⎯⎯⎯⎯

   سأعيد بناء الحضارة.

           • و العلم سيقود البشرية!

منذ تحجر، ظل سينكو يتابع الثواني لثلاثة آلآفٍ وسبعمائة سنة، كوسيلةٍ للحفاظ على وعييه موظفًا ذاكرته وعزيمته، بمجرد أن استفاق، مضى بدربه بعزيمة تتمسك في إرادة واحدة "سأعيد العالم إلى سابق عهده."

وهكذا بدأنا نرى قوانين العلم والإبتكار يتكشفان، بدءً من وسائل العيش البسيطة كالطعام وملح البحر وأوكسيد النايتريك من الكهوف، وحتى إختراع الإكسير لفك التحجر وإعادة البشر، ومع الأيام تكون فريق سينكو، وكان هو العبقري الذي يرتدي معادلة النظرية النسبية على ياقته، ويغير العالم بعقله، معلومات محفوظة، وبداخل جسده توجد موسوعة كاملة!

يحق لسينكو فعلاً التفاخر بذاته وبقدراته، ومع التعالي والغرور، فهو دائمًا ما يرقى إلى مستوى كلماته، وله شخصٌ وطُرُقٌ تجمع الآخرين حوله، ولعل أهمها هي أنه يضم الآخرين في درب نشد العلم، يُعلّمُ من حوله رغمًا عنهم ولايدخر من علمه شيئًا لمساعدتهم، كإختراع دواء السلفات لروري رغم المتاعب التي رافقته.

⎯⎯⎯⎯⎯⎯⎯⎯⎯⎯⎯⎯⎯⎯⎯⎯⎯⎯⎯⎯

     أقوى إنسان على أرضٍ بدائية

                   بسلاح ضد كل فلسفات إجتماعية!

             بروح القضاة يخطو، وبين الصواب والخطأ يفصلُ.

بحكم قوته، يتقدم تسوكاسا ككلب صيدٍ في بادء الأمر، يخدم الآخرين بقوته الجسدية كما يقدم سينكو علمه، ويظهر تسوكاسا إحترامه لوفارة معلوماته وعمليته، وبعدَ ذلك بقليل، نرى تسوكاسا يحطم جسد عجوزٍ متحجر، معلنًا فكره وقناعته بأن العالم الجديد لا يبنى إلا بأيدي الشباب، وبالقوة، وإن كانت نظرة أولية.

يحدث ذلك فتقًا بين تسوكاسا وسينكو، وتشكل العزلة دافعًا أكبر لتسوكاسا ليمضي نحو الصورة التي يريد ان يرى العالم عليها، ثم يكشف لاحقًا أن تلك الفلسفة وليدةُ مشاعر أعمق في قلبه، على عكس سينكو الذي يتبع قدراته العقلية، نجد في تسوكاسا عنفًا منبعه الألم والضعف، وتأرجحًا بين ديكاتوريةٍ حاقدة وماضٍ جريحٍ يقود نظراته ونظرته المستقبلية، يزهر كرهًا للبالغين، للتفرقة والأسلحة وكل ما يدمر براءة الطفولة، مقدمًا على صحن القوة والجبروت وإن إفتقر للعلمية.

⎯⎯⎯⎯⎯⎯⎯⎯⎯⎯⎯⎯⎯⎯⎯⎯⎯⎯⎯⎯

           العلم قوة.

     ومن ينتصر؟        

يحكم!

عالم بالغ خلاف حفنة من الأطفال، متخصص بالهندسة و الفضاء، ممتلكًا لإشارة الأساتذة بوكالة ناسا، لديه ذكاء حاد و عقل تخطيطي مع اغترار بذاته، فلا يضع علمه في ما لا يجد منه نفعًا، وهو أول من أراد سيطرة على العالم من أجل نفسه، يؤمن بحكم دكتاتوري، ولديه رؤية مستقبلية دقيقة، فأثناء إنتظاره ليصحو لم يفكر بـ"علي النجاة" بل "ماذا سأفعل بعدما أنجو." وهذا دليل على مهاراته وثقته بنفسه.

لديه رغبة واضحة في الهيمنة، ولا يرى علم كوسيلة للمعرفة و التقدم فحسب، بل سلاح سيقوده إلى السلطة، وفلسفته تضمن تقليل و الإزالة كل ما لا ينفعه، بعقله القيادي يقوم بتصنيف البشر وقدراتهم، وثم يوزع أدوارهم مثل قطع شطرنج.

ويملك زينو وفريقه أحدث الأسلحة والمعدات وأكثرها فاعلية بين كل الجماعات الأخرى، وإزالة أيٍ منهم ليست بمشكلة بالنسبة له على الإطلاق، فحتى في دائرة التطور، يحافظ زينو على منصب قيادة كاملة وسيطرة مطلقة بحكم كونه الأذكى والأقدر، كما ينوي تغيير الأنظمة والسيطرة على البشرية عبر الأسلحة، يرى زينو في العلم قوة، و يستخدم العلم كأداة ترهيب.

⎯⎯⎯⎯⎯⎯⎯⎯⎯⎯⎯⎯⎯⎯⎯⎯⎯⎯⎯⎯

فإن اجتمع الثلاثة... أيُّ عقلٍ سيقود؟

بين ثلاث فلسفاتٍ مختلفة للعالم الجديد، يتبع سينكو قوة العلم ويعتمد عليها بالكامل لملئ أماكن الإفتقار، يبني عالمه على المشاركة وفي "مملكة العلم" يصبح العلم بأيدي الجميع وهو ما يحكمهم، يشرع في خلق عالَمٌ يضم كلَ من ينوي سلك هذا الدرب، ويوزع الفرص عليهم بغض النظر عن نقائصهم واختلافاتهم الفردية، ويسمح لهم بالتعلم والتطور، لكن عالم بهذه الفلسفة رغم مثاليته و تعاون الجميع فيه يظل معيب، فعالَم من المنطق دون مطرقة القاضي سيسبب في فسادٍ من جديد، نعم ستعود حضارات لكن مع مآسيها وحروبها.

بينما في فلسفة تسوكاسا والتي قد تبدو أقرب للهمجية ظاهرًا، في عمقها رغبة بالصفاء، يرى تسوكاسا أن من يستحقون الحياة هم فئة بصفاتٍ معينة: صغار، أبرياء، لم تلمسهم مفاسد النضج ولا أطماع البالغين، ويبني فلسفته من منطلق العاطفة وحسب، دون مبالاة في عواقب تجرده من العلم والمنطق، ينطلق في خلق عالم يحمي الشباب بقوته حاملاً درع البطل، إلا أنه في إنعكاسه سيكون قاتلاً يقصي كل من لديه فرصة العيش. هذه الفلسفة تبدو إنسانية من بعيد لكنها ديكتاتورية بجوهرها ومتناقضة لنفسها.

وعن فلسفة زينو، فهي تجمع بين قوة العلم و ديكتاتورية تسوكاسا الباطنة، فزينو يؤمن أن العلم هو السلطة المطلقة، و العالَم لا يجب قيادته بالعاطفة أو ديمقراطية، يمتلك قناعة راسخة يظن فيها أن عالِمًا حقيقيًا فقط يمتلك حق في قيادة العالم، وهو مستعد لفرض هذا النظام بكل السبل، سواء على تضحية بالأرواح و القتل، أو بالتفرقة بين مستويات البشر، ولا يعترف بالحرية أو الإنسانية، البشر بحاجة توجيه في فلسفته وعالم ذكي مثله هو شخص المختار.

⎯⎯⎯⎯⎯⎯⎯⎯⎯⎯⎯⎯⎯⎯⎯⎯⎯⎯⎯⎯

في العالم الحجري، من سيكون الناطقَ الرسمي؟.

بعد أن تقدم كلٌ بفلسفته ودربه المختار لتحقيق العالم الجديد، نجد بينهم صراعًا محتدمًا لنيل مبتغاهم وإثبات نظرتهم، ويطرح سؤالٌ بديهي نفسه.

           لمن الغلبة؟

                  من الأصح والأحق؟

                      ومن يجب أن يحكم العالم الجديد؟

والحقيقة تتجلى أن لا عالَمٌ سيقف على أيٍ من هذه الإيدولوجيات بحد ذاتها فقط، بل ستتهاوى بين جوانب قوتها وضعفها، هذا إن لم تسقط تمامًا إلى الفوضى والدمار من جديد.

لا تبنى فلسفة بشرية واحدة أي عالَمٌ ثابت، وهنا نجد نقطة التعاون تعود من جديد، لو غطت كل فلسفة بإيجابياتها سلبيات بعضهما لحصلنا على النظام، مبني على المساواة والمشاركة، يقدس السلام ويمقت العدوان، ويحافظ على السلطة والتنسيق تحت مظلة العلِم.

ويسلط العلِم الضوء على أي معتقداتٍ وأفكارٍ عارية من الصحة، ثم يحمي المجتمع منها، ويحميهم من سطوة وهمجية بعضهم بيدٍ من حديد، فالفلسفة قد ترسم الصور وتضع التوقعات، وقد تدخل في قلوبِ الناس عن ما يبحثون عنه، و نظام متكاملاً هو ما يصمد في وجه السنين، والظروف، والمجتمع بحد ذاته.

  عالم حجري، سينجح بقادته الثلاثة

        وفقط إن كانت فلسفاتهم هي العنوان النهائي

            هم من سيكونون نطقاء رسميين إن اجتمعوا.

⎯⎯⎯⎯⎯⎯⎯⎯⎯⎯⎯⎯⎯

﹑愛 #YN⠀݁⠀ 𝐆𝗈𝗈𝖽𝐛𝗒𝖾 ⎯   أراكَ في حين أخر

#suzaku_ko2

#dr_6