مآسي بلون المطر

━━━━  ━━━━ ━━━━  ━━━━

خاطرة أدبية

𓂆

كُتِبَ هذا العَمَل في  :

الأول / تشرين الأول، أكتوبر

1446هـ/ 2024م

╰╮

#الرابطة_القلمية

#ENTJ

#Revolution_inK!

الإِهْدَاءْ :

للعابرين تحت شمسِ المطر، نحنُ في نفس المطاف

ننتظرُ الكثير.. ولا نجدُ شيئًا..

على ضِفةِ الرصيفْ

يَغمُرنِي المطرْ..

ويُصلي الغيم ُ بَكّاءً

لِنهمِ الأرض ْ

لغَضبِ السماءْ..

ومُشاة الأرواحِ المعبدةِ

لفن الليلةِ الموعودْ

كلها سويعاتْ

كلها طعمٌ واحدْ

يرتطم بالاحذية

ويستلُ مِنَ الأوشحةِ

أُنموذَجًا للحنينْ..

ومنَ القفازِ حُضنًا أصغَرْ

وأضلعِ المعطَفِ الساخنَةْ

تَحتَكُ بهمسٍ وَضيْعْ..

فأمَّا الجيبُ مُستهلكْ

وإن كانَ الجيبُ الآخرَ

مواظبًا للغضَب..

معْ رعدِ السَّماء..

هُنا.. تتلكأُ القناديلْ

وتغْتابُنا المصابيحُ المعقوفةِ

مِنْ طرازِ الأندلسْ..

تشتمُ العابرينَ فيْ رؤياها

وتتخذُ من نُورها سَبيلْ

للحبِ تارةً..

للكُرهِ منطفئةً تارةً أخرى

يحكيْ الطريقُ عنّا

عن اندفاعِنَا المسعُور

وعن قُبلاتِنا الداِفئةْ

وأحيانًا أخرى وردًا

وأحيانًا حصىً ورملْ

فأما الواقفين على الضِفةِ

لَمْ يَجدوا الملجَأ..

ولم يعبروا نصفَ ما عبَرنَا

أوقفتهم الأمانيّ الشاحبةْ

والفِراقُ الأعْمىْ..

ولَملَموا أنفسَهُمْ صفًا

على الضفة ِيبكُون..

وأحيَانًا.. يتباكون

يحتمونَ بالمعطفِ والجيبْ

وأضلعُهُمُ المنهارةِ

مع دمعةِ العقل الهزيلْ

ينتظرونَ في وُقفتِهمْ

مصباحًا يُضيءْ ..

لوحةً تعبرهُمْ..

دُخَانًا هاربًا من المدافىءْ

أو فأر يُلقي نِكاتًا

عند فوّهةِ المصارفْ

مازالَ الوقتُ منصرمًا

والقلبُ جَمرْ..

ورموشيْ مشاطةُ ثلجْ

فأما أقداميْ المختبئةِ بالحذاءْ

أصابَها هلعُ الصَقيعْ

بلا مظلة..

بلا حديثٍ يطال..

بلا أنوارٍ ضبابيةٍ في الأفقْ

كسانِيْ الاستياءُ مِعطفاً

والحزنُ لِباسًا..

وفي مدمعي كومًا من الدمع

يثيرُ حرارتي ولعًا..

نحوَ بكاءٍ طويل..

كُنّهُ شفقةْ، وأنيابَهُ فناءْ

أقولُ لما أرى ليلاً..

أقولُ للوحة السيل..

آهٍ، من هذا الإزدراءْ

تركتُ سجادتِيْ وكلبيْ

فِرارًا من الاعتكافْ

نسيتُ ملامحَ خشوعيْ

ومصباحُ الزيتِ، مُضاء..

ركضتُ مجتاحًا..

إلى نَكبتِيْ وانصياعِيْ

إلى انتكاسةٍ مطولةْ

يلُفُها الوحدةْ..

على جسرٍ مُعلَقْ..

تضربُ الشُطآن أرجلَهُ مرارًا

ونحنُ نتغنى بالحبِ فوقهُ

ونصبُ مآسينا عنده

وننتشلُ من خطايانا جزءًا

نمزقه تمزقًا بربريًا مبررًا

نحو امواجه.. بالشكوى!

لكنّي بلا معطف..

والعطفُ من خلودي مُنزَع

وحينًا آخذُ منعطفًا أقصر

لا أحيا.. طيرًا

بل أموت.. عَدْوًا

موتةً مريرةً حيّة

على الجسر، قبالةَ السّياجْ

وفي الليل الرماديْ

رياح بلا لون ْ

تأخذُ من خديّ سخونة الخبزْ

ومن شفاهي الزُبْد

ولا تشبع.. ولا تشبعْ

تضربني بردًا قارصًا

يتغلغلُني من رأسي حتى الذنَبْ

تساءَلتُ عن جَوفيْ

للبدرِ المأكولْ

وقواربُ الصيدِ المثقوبة

عن فراغهِ المُؤبَد

وعن استهانَتيْ بنَفسيْ

دونًا! دونَ هوادة

ماهذا الخواءُ الأجحف؟

يتركنيْ تمثالاً مقولَبًا

يتأملُ العابرينَ بنَهَمْ

يودعُ الهواء الساخنُ أفواهَهم

ويرتطمُ بالزجاجْ

يُشَكّلانِ سطحًا فنّيًا يُداعِبُكْ

ويأخذُ بقدميْكَ نَحوه..

لترسمَ شيئًا بإصبَعِكْ

يواسيني قليلاً،

يمُدُنيْ بابتسامةٍ مِسكينَة

أو مرورًا كريمًا عابرًا

لم أَجِدْ أحْبابًا

وجدتُ في انتظاريْ ورقًا

يتطايرُ مُنتحرًا نحويْ

ولونهُ بُنيّ متجَعِدْ

ومِقعَدٌ أغمسهُ الطينْ

تشمئزُ من الجلوسِ عليه

وفي المحيط صوتٌ هدّار

كصوتِ الإنصرافِ والوداعْ

صه.. لاشَيءَ حيّ!

وبنطاليْ واسعٌ مُتطايرْ

أحكمتهُ الرياحُ عَلَمًا

يَهُبُ إيابًا بلا ذهابْ

وفي ضِفافيْ عَدَمْ

نَكهَتُها لوزٌ مُرْ

وفي وَقفَتيْ زُمرةُ احتراقْ

لا دُخانَ لها، ولا لونْ

في الساعةِ المَارةِ معنَا

ما زِلتُ انتظِر..

مرورها البَهيّ..

بلونِ المطر، بغضبِ السماء

هَوَامِشْ .𝅮𝀍

────────────────────────────

¹ العمل وتحليله في صيغة pdf.

يمكنك تحميله كاملاً [من هنا| https://drive.google.com/file/d/1cl999qGrCR3PXC-kzx2tLyUzPC86Y0xN/view?usp=drivesdk