<img src="https://sb.scorecardresearch.com/p?c1=2&amp;c2=22489583&amp;cv=3.6.0&amp;cj=1">

فِي حضرة ذِي القُبعة.

Author's Avatar
229
91

أهلاً بك في مقالي ៲ تسرني رُؤيتك.

هـنـا قصـتـي عن مديـنة والـســاحـر.

៲   𝟤𝟢25.4.25 ៲      ⎯ 國 #YN

⎯⎯⎯⎯⎯⎯⎯⎯⎯⎯⎯⎯⎯

• عدد الكلمات: 1214

• عنوان: في حضرة ذي القبعة.

• تصنيف: دارك فانتزيا. نفسية

⎯⎯⎯⎯⎯⎯⎯⎯⎯⎯⎯⎯⎯

فِي حضرة ذِي القُبعة.-[C]

[C]

[C]

[C]أهلاً بك في مقالي  ៲  تسرني رُؤيتك.
[C]هـنـا قصـتـي عن مديـنة والـســاحـر.
[C] ៲   𝟤𝟢

دمدمة هادئة من جريان نهر "آيسلامينتو" يرافقها حفيف الأشجار، وكأن بينهما حوارًا هامسًا يروي الحال، عن ليلة سيحضر فيها فتى ويعبر الحياة عبر نهر الإنعزال ــــ نهر "آيسلامينتو."

⎯⎯⎯⎯⎯⎯⎯⎯⎯⎯⎯⎯⎯

على ضفة هذا النهر، مدينة شبيهة بالقرية، في الحجم و الحدود، ومتعاكسة لها بناطحات سحابها. بعضٌ منها شامخة كأنها جبال، والأخرى راكعة من الانكسار.

       تتميز هذه المدينة بأسرار مخفية عن العالم

                 ويحيطها غموض مبهم.

قيل أن من أسرارها:

"في هذه المدينة، لا تنتهي الليلة، إلا بعد وداع أحد لها."

كما أن سكانها غرباء مثل موطنهم، يسيرون في الأرجاء بأزياء موحدة تختلف في ألوانها فقط، وتبدو ملابسهم كمرايا تعكس طبقاتهم، متفاوتة بين الأسود والأحمر وبعضها بني.

ولا يتبادرون بالتحيات أو الحديث، كل منهم يعيش متفردًا منفردًا؛ لكنهم دائمًا ما يحملون فوانيس في أياديهم، متوسطة الحجم، تتكون من طابقين: في الأسفل حجارة عليها نقوش ثمينة، كتب فيها آمالهم ورغباتهم، وفي الأعلى شمعة تتأرجح بين الإنطفاء والإشتعال، كتسارع وتباطؤ في النبضات.

ورغم غرابة هذه المدينة، لم يدرك أحدٌ حقيقتها إلا من التقى بـ"ذا القبعة"، ذاك المجهول صاحب المعطف وقبعة سوداء.

   ــــ أتعلمون؟

          ــــ أحيانًا، تأتي الحقيقة متأخرة.

                          ــــ إلا أنها في الختام تظهر.

فِي حضرة ذِي القُبعة.-[C]

[C]

[C]

[C]أهلاً بك في مقالي  ៲  تسرني رُؤيتك.
[C]هـنـا قصـتـي عن مديـنة والـســاحـر.
[C] ៲   𝟤𝟢

وقد حان دور طفل مختلف، فتى باسم "ريمان" في زي أسود، من سكان المدينة، ومثل غيره يقضي أيامه بسلام والأمان، عاش من حياته ١٠ عامًا دون والديه أو أحد حوله، لكنه سعيدٌ بحياته وممتن لقدره، وهذا الفتى سيلتقي اليوم بـ"ذا القبعة"، ويستمع للمرة الأولى إلى حكاية حجر الآمال، ونهر الإنعزال: نهر "آيسلامينتو."

. . .

ضباب كثيف يغلف المحيط، وغبار أزرق يغطي الليل، بينما في المقدمة رصيف خشبي مهدم يتجه نحو النهر ومنكسرًا بداخله، كالسبيل في المنتصف انقطع، وكجسر لم ينتهي، والماء في النهر ليس به إنعكاسٌ، فقط سوادٌ وفراغٌ.

على رصيف يجلس ذاك الحضور، ذاك الغريب، بقبعة طويلة ومعطف أسود، ومع فانوس به فقط شعلة تضيء، يبتسم وكأنه بكل الحقائق ملم، ومثل حاصد الأرواح يترقب.

بينما ريمان يركض متسرعًا بفانوسه، خائفًا من إنطفاء شعلته، يهرع نحو مصير سيُندثر قبل أمله، ببراءة يدّعي لقاء صاحبٍ ذُكر بوصية والديه، وأساطير مدينته؛

نعم، كان جاهلاً بواقعه، إلا أنه منذ صغره تعلم أهمية شعلته، بسبب رسالة تركت من والديه، قيل فيها:

"شعلتك يا بني هي روح حجرك، وحجرك هو صندوق يصون أملك، ما نقشت عليه بسنك السابع لن يحدث إن إنطفأت شعلتك. فإن وجدتها يومًا تتلاشى، اركض نحو (ذا القبعة)، بعد منتصف الليل اذهب إلى نهر آيسلامينتو، واحمِ سبب حياتك."

فِي حضرة ذِي القُبعة.-[C]

[C]

[C]

[C]أهلاً بك في مقالي  ៲  تسرني رُؤيتك.
[C]هـنـا قصـتـي عن مديـنة والـســاحـر.
[C] ៲   𝟤𝟢

وبعد ساعة من الجري، يلتقي أخيرًا بالشخص المنشود، بـ"ذا القبعة"، في لباسٍ يشبهه، لكن بقبعة تبرزه.

"تأخرت قليلاً أيها الفتى."

يقولها دون أن يلتفت، وكأنه لاحظ وجود ريمان بسهولة.

– "هل.. أنت ذا القبعة؟"

بصوت يرتعش وجسد يكاد يقع.

ابتسامة خفيفة تعلو محياه وكأنه وجد فريسته، وحصل على غنيمته.

"نعم، أنا ذا القبعة، كيف يمكنني خدمتك؟"

ينهار ريمان باكيًا من الخوف والطمأنينة، فقد وجد ملاذه، لكن شعلته لا تزال في الخطر، ودون أن يبالي بنطقه، بكلمات متقطعة وغير واضحة يتوسل:

"سيدي.. سيدي! شعلتي.. أملي.. انقذهم.. انقذ حجري."

ينهض ذا القبعة من الرصيف، ويجلس أمام ريمان واضعًا يده على رأسه:

"أرني حجرك ولا تخشَ، فأنا أمامك، أنا هو منقذك."

ثم يقرأ ما نقشه ريمان:

     آمل أن أشرق مع الشمس كل يوم ـــ

                                     ـــ حتى يتلاشى ضياؤها.

يعتليه تعبير غامض ويقول:

"أوه يا فتى، تود العيش حتى ينتهي العالم؟ لابد أن حياة الرخاء هذه جعلتك مهووسًا بها."

وينتفض من مكانه متأمرًا ريمان:

"قدّم لي فانوسك."بنبرة مهيبة.

بالنسبة لريمان، حماية أمله أكثر أهمية، فيقدم إليه الفانوس بقلق يعتصر قلبه.

يمسكه ذو القبعة، وبلا تردد، يطفئ الشعلة.

– ريمان، بهلع، يصرخ:

"ماذا تفعل! ماذا فعلت! لماذا أطفأتها!"

بنظرة جادة:

"اخرس! توقف عن نحيبك البائس، واستمع إلي."

يرمي الفانوس، ويمسك الحجر في يده، ثم يأخذ ريمان من ذراعيه ويلقيه أمام النهر.

"لم تكن شعلة من أجل حراسة أملك، بل من أجل لقائك معي. أنا من يحقق الآمال، وأنا هو سيد هذه المدينة، وصاحب الأحجار."

فِي حضرة ذِي القُبعة.-[C]

[C]

[C]

[C]أهلاً بك في مقالي  ៲  تسرني رُؤيتك.
[C]هـنـا قصـتـي عن مديـنة والـســاحـر.
[C] ៲   𝟤𝟢

يهدأ ريمان قليلاً ويمسح دموعه بذراعيه المرتجفتين، يحاول أن يتزن بين نبضاته وأنفاسه، ثم يسأل سؤالًا سيفتح باب القصة، وأيضًا باب الحقيقة:

"إذن كيف ستحمي أملي؟ وأنت تبدو مثلي، بزي أسود، ولباس موحد."

تعود ابتسامة ذا القبعة ويقعد بجوار ريمان في ضباب يفصلهم عن المدينة. يصلح قبعته بأطراف أصابعه، ويضع فانوسه بينهم، ليكون مصدر ضوء وحيد في هذه الليلة.

ويبدأ حديثه:

"لنعد إلى ماضي قديم، إلى بداية ساحر."

فِي حضرة ذِي القُبعة.-[C]

[C]

[C]

[C]أهلاً بك في مقالي  ៲  تسرني رُؤيتك.
[C]هـنـا قصـتـي عن مديـنة والـســاحـر.
[C] ៲   𝟤𝟢

[ في زمن ما، وُلِد ساحر ضد الحياة، لا يعلم من أين أتى، فقط قضى سنينه في بناء خريطة لمدينة يسفك فيها الأرواح، متنقمًا من العالم على ولادته. ونجح في بناء مدينة مثالية، ولدت من جوف الكراهية، وكانت على ضفة نهر، وألقى به تعويذة سحرية.

أحاط المدينة أولًا ببنايات شاهقة، بها يغري كل من مرّ. وبعدها أغوى البشر بأحلام ثراء، جعل حياتهم في الرخاء. ومع الأيام فقدوا معنى الآلام، وتناسوا ضعف الأجسام. ولم يكتفِ ساحر هنا، بل قدم لهم حجرًا سحريًا كهدية خاصة، ونقش أمانييهم وآمالهم، قائلاً إنه فقط طقس ما، لكنه بالواقع ختم أرواحهم في الأحجار، وأخدعهم بفانوس الشعلة.

وعندما حان الموعد وبدأت شعلة تتلاشى، ظهر أمامهم كمنقذ، وبلسانه إقتراح واحد: "لكي تحيا للأبد في هذا الرخاء، عليك بتحطيم الحجارة، لكن على جمجمتك. وعندما ينكسر واحد منكم، ستعيش. هذا هو ثمن حياة السراء إن لم ترغب في الضراء." ]

. . .

توقف عن السرد وحدق بتبلد في أعين ريمان، متسائلاً:

"فلتخبرني يا فتى، ما هو اختيارك؟ فهذه القصة هي الآن واقعك. يمكنك أن تعيش إلى أن تموت الشمس؛ مثلما تتأمل، لكن هل لديك ثمن؟ واستعداد لتجربة الألم؟ أيها المدلل، لم تتعرض حتى لقرصة من النمل. أتظن أنك متمكن من سحق جمجمتك؟ مثلما سحقت فيها سطح الحجر من أجل أملك؟ إن نجحت في ذلك، ستعود وتحيا بلباس أحمر يدل على نصرك. لكن إن فشلت، فأنا من سأنقش مصيرك."

. . .

كم يود ريمان عدم تصديق هذه القصة، ورفض ما يفرض عليه من ذا القبعة. في عقله تجمد الزمن، ويستصعب على تقبل ما قيل له بلحظة واحدة؛

فالحجر يجمع الأمنيات فقط حتى يقلبها، والشعلة هي موعدك مع قابض الأرواح، والفانوس؟ فماهو إلا تابوت يحمل مصير حياتك، وذا القبعة عدو وليس بمنقذ!

لا يعي لإعطاء ردة فعل. أنفاسه تكاد تتوقف، ومن الارتباك جسده بأكمله يتعرق. يود الهروب لكن قدميه تعجز عن الوقوف.

– فتى الذي لم يعش الأذى، مجبرٌ على تعذيب نفسه.

يقف أمام خيارين لا ثالث لهما: أن يموت من أجل العيش، أو يستسلم على العيش.

تعود دموعه متساقطة بثقل من أجفانه، مثل مطر فيه البَرَد، يضرب الأرض معاتبًا ببكائه. يسحب الحجر من يدي ذا القبعة ويقبض عليه، ثم بصرخة ترتج الرياح، يبدأ بضرب جمجمته.

فِي حضرة ذِي القُبعة.-[C]

[C]

[C]

[C]أهلاً بك في مقالي  ៲  تسرني رُؤيتك.
[C]هـنـا قصـتـي عن مديـنة والـســاحـر.
[C] ៲   𝟤𝟢

يجلس ذا القبعة بإتزان، ويقهقه متلذذًا بفاجعة الفتى، متلامسًا مقدمة قبعته، وكأنه يشاهد عرضه المفضل. له تصنيف كوميدي، حتى جريان نهر آيسلامينتو يزيد علوه وترتفع سرعة مياهه. أنه أيضًا يضحك مع ذا القبعة، وينتظر متشوقًا لنهاية هذه الليلة، بسرورٍ تام يستمعان إلى صراخ ريمان، ويتراقبان يأسه، بينما هو ينزف من حجر أمله.

       يتساءلون:

     هل هذه الليلة ستنتهي بوداعه؟

                         أو بفوز ذا القبعة عليه؟

يعض ريمان شفتيه من الوجع، ويئن ألمًا وصراخًا. فتبدأ هي الأخرى تنزف مع جمجمته؛ لم يعد جسده يرتعش بل أصبح مندفعًا من أجل البقاء. يستمر ويستمر، دون أن ينتبه للوقت أو حال جسده، إلا أن الألم الذي يعيشه الآن هو أشقى عذاب في حياته.

   – يالبؤس هذا الفتى، فحجره لن ينكسر.

      ــ فما نقش على صخرة هو بالأصل تعويذة تعكس رغبتك.

. . .

وسط ترقب ساحر والنهر، ريمان، فتى الذي آمل فقط أن يعيش مديدًا، يلحق شعلته. حجر بالسابق نقش عليه أملاً، ينقش اليوم مماته.

ومرة أخرى تنتصر الكراهية، وتلقى قلوب جاهلة حتفها. بوهم مثل الجميع ظن أنه مع الشمس سيرحل، لكنه لم يعش حتى ليرى غدًا آخر.

ومن السخرية ساحر يستضيف جنازة ضحيته، ويقدم جسدًا لم ينضج إلى صديقه. "نهر آيسلامينتو" نهر الإنعزال بتعويذة سحرية، تساهم في فقد العقول وتدوم عبر التغذية على البشر.

. . .

يلقى ذا القبعة جسده فيه، دون أن يكلف نفسه عناء تعزيته. ثم يفتح فانوسه فتخرج شعلته متراقصة، تزيد حجمًا وتضيء الليلة. تتغير ألوان السماء وتصبح غيوم صفراء، فتعتقد المدينة أن الشمس أشرقت، لكن هنالك سر آخر هنا. في هذه المدينة، الشمس غائبة.

والسماء بالواقع متوهجة نتيجة تضخم الشعلة.

  دون صوت

    تتحطم ناطحة سحاب صغيرة

                في مكان بعيد داخل المدينة

                    وتنتهي اللية بوداع أحد فيها.

يستيقظون السكان ويرتدون لباسهم، الأسود من لم يلتقي بذا القبعة، والأحمر من نجا في إختباره، بينما البني فهم وعاء بلا أرواح، تعويذات بأجساد البشر تمشي وتزرع الأوهام، إلا هنالك من يدرك الحقيقة..من التقوا بذا القبعة وعبروا حدودهم ونقشوا مصير نصرهم.

يأخذ ذا القبعة قبعته، يخطو متهجًا نحو المدينة، ويلوح بيده مودعًا نهر آيسلامينتو.

فِي حضرة ذِي القُبعة.-[C]

[C]

[C]

[C]أهلاً بك في مقالي  ៲  تسرني رُؤيتك.
[C]هـنـا قصـتـي عن مديـنة والـســاحـر.
[C] ៲   𝟤𝟢

⎯⎯⎯⎯⎯⎯⎯⎯⎯⎯⎯⎯⎯

﹑愛⠀݁⠀ 𝐆𝗈𝗈𝖽𝐛𝗒𝖾 ⎯   أراكَ في حين أخر

#suzaku_ko2

#لجنة_شوغيكي

فِي حضرة ذِي القُبعة.-[C]

[C]

[C]

[C]أهلاً بك في مقالي  ៲  تسرني رُؤيتك.
[C]هـنـا قصـتـي عن مديـنة والـســاحـر.
[C] ៲   𝟤𝟢
فِي حضرة ذِي القُبعة.-[C]

[C]

[C]

[C]أهلاً بك في مقالي  ៲  تسرني رُؤيتك.
[C]هـنـا قصـتـي عن مديـنة والـســاحـر.
[C] ៲   𝟤𝟢
فِي حضرة ذِي القُبعة.-[C]

[C]

[C]

[C]أهلاً بك في مقالي  ៲  تسرني رُؤيتك.
[C]هـنـا قصـتـي عن مديـنة والـســاحـر.
[C] ៲   𝟤𝟢
Likes (229)
Comments (91)

Likes (229)

Like 229

Comments (91)

قصصي عشان نفسي، لرضاي، اكتب الي يناسبني ويعجبني والي ابي اتكلم عنه، سواء حد فهم او مافهم، قرا او ما قرا ماهو بشيء المهم عندي.

Read more
0 Reply 17 hours ago

قلبي مبروك فرحت لش ، أنتي اللي لاشبية لش ،أنتي الأفضل ، إن شاء الله بكرة اقرأها

Read more
2 Reply 1 day ago

السرد بليغ وماتع، لكن الفكرة ماش

Read more
3 Reply 1 day ago

رد على: Yoko

مرات تجيني حالات، بس معليك كلهم يدروم اني بنت، ليه اعتزلتي؟ يب يب رايع غامبري

Read more
0 Reply 4 hours ago

رد على: سُلطان

اوكي

Read more
2 Reply 4 hours ago
More Comments
    Community background image
    community logo

    Into امبراطورية الأنمي? the community.

    Get Amino

    Into امبراطورية الأنمي? the community.

    Get App