<img src="https://sb.scorecardresearch.com/p?c1=2&amp;c2=22489583&amp;cv=3.6.0&amp;cj=1">

مملكة تيرا 4

Author's Avatar
lilas February 18
23
1

مملكة تيرا 3

يقف كارلوس وفلورنس تحت الأشجار الشاهقة، بينما الشمس تغيب ببطء، يتبادلان أطراف الحديث. بعد وقت قصير، يعودان إلى الكوخ حيث كانت شارلوت تنتظر بقلق. عيناها كانتا تحملان تساؤلات كثيرة.

مملكة تيرا 4-[C][مملكة تيرا 3|http://aminoapps.vertvonline.info/p/xlefo6u]

[C]يقف كارلوس وفلورنس تحت الأشجار الشاهقة، بينما الشمس تغيب بب

شارلوت تسأل بقلق: ما الأمر؟

رد كارلوس بهدوء: شارلوت، هذا صديقي فلورنس.

نظر فلورنس إلى شارلوت بابتسامة خفيفة وقال: لقد جئت لمساعدتكِ.

لكن نظرة شارلوت كانت تحمل شيئًا من التردد.

ليتابع فلورنس بصوت مهذب: أنا سعيد بلقائكِ، يا أميرة.

تمتمت شارلوت بدهشة: أميرة؟

أجاب كارلوس: نعم. فلورنس يعرف كل شيء. لقد أخبرته بكل شيء.

شبكت شارلوت أصابعها بتوتر وسألت: ماذا يعني هذا؟ هل يمكنني الوثوق به؟

بصوت هادئ وواثق، قال فلورنس: لا تقلقي، سركِ في مأمن. كارلوس هو من طلب مني المساعدة. هو يعرفكِ جيدًا، ويعلم أنكِ تستحقين ذلك.

أخذ فلورنس نفسًا عميقًا، ثم تابع بنبرة أكثر جدية: يجب أن تعتمدين عليّ أنتِ أيضًا. ليس لدي أي دوافع خفية. وكارلوس يعرف ذلك جيدًا. لقد نشأنا معًا، وأعرف قلبه جيدًا. هو لن يأتمن شخصًا إلا إذا كان يستحق الثقة.

شارلوت تنظر إلى فلورنس بعينين متفكرتين: ولماذا تفعل ذلك؟ لماذا تعرض نفسك للخطر من أجلي؟

فلورنس: لأن هذا هو الشيء الصحيح الذي يجب أن أفعله. أنتِ الأميرة الشرعية، ويجب أن تعودي إلى عرشكِ. وهذا واجبي كفارس نبيل من مملكة أورورا المتحالفة مع مملكة تيرا.

يجلس فلورنس على كرسي، ويتابع: لدينا الكثير من العمل لنقوم به. يجب أن نضع خطة محكمة لاستعادة مملكتكِ.

فلورنس بابتسامة فخورة: لدي بعض الأفكار التي يمكن أن تساعدنا. ولكن نحتاج إلى بعض الأوراق لرسم الخطة.

يأتي كارلوس حاملًا معه بعض الأوراق، وقلمًا، ومحبرة. يضعها على الطاولة أمام فلورنس. ليمسك الآخر بالقلم وقطعة الورق. ويتابع وهو ينظر إلى شارلوت: أحتاج إلى بعض التفاصيل حول القصر. أخبريني عن الأبواب، والحدائق، وكل شيء بداخله.

مملكة تيرا 4-[C][مملكة تيرا 3|http://aminoapps.vertvonline.info/p/xlefo6u]

[C]يقف كارلوس وفلورنس تحت الأشجار الشاهقة، بينما الشمس تغيب بب

تبدأ شارلوت في وصف القصر بدقة: هناك ثلاثة أبواب رئيسية للقصر. الباب الأمامي، وهو الأكبر والأكثر تحصينًا، ويؤدي إلى ساحة القصر الرئيسية. وبابان جانبيان، أصغر حجمًا، ويستخدمان للدخول والخروج بشكل سري.

فلورنس: هل يمكنكِ وصف الباب الأمامي بمزيد من التفاصيل؟

شارلوت: إنه باب ضخم مصنوع من الخشب الصلب، ومزين بنقوش ذهبية رائعة. يوجد فوقه برج مراقبة كبير، ويحرسه دائمًا عدد كبير من الجنود.

فلورنس: وماذا عن الأبواب الجانبية؟

شارلوت: البابان الجانبيان أصغر حجمًا، ومصنوعان من الخشب العادي. يقع أحدهما في الجانب الشرقي من القصر، ويؤدي إلى الحديقة الخلفية. والآخر في الجانب الغربي، ويؤدي إلى الإسطبلات.

فلورنس: ممتاز. الآن، أخبريني عن الحدائق.

شارلوت: هناك حديقتان رئيسيتان في القصر. الحديقة الأمامية، وهي الأكبر والأكثر جمالًا، وتضم نوافير وأشجارًا ونباتات متنوعة. والحديقة الخلفية، وهي أصغر حجمًا، وتستخدم لزراعة الخضروات والفواكه.

فلورنس: هل يمكنكِ وصف الحديقة الأمامية بمزيد من التفاصيل؟

شارلوت: إنها حديقة واسعة مليئة بالأزهار الملونة، وتتوسطها

نافورة كبيرة. يوجد في الحديقة أيضًا العديد من المقاعد، حيث يمكنك الجلوس والاسترخاء.

فلورنس: وماذا عن الحديقة الخلفية؟

شارلوت: إنها حديقة صغيرة، ولكنها مفيدة جدًا. نزرع فيها الخضروات والفواكه التي نحتاجها للقصر.

فلورنس: جيد جدًا. الآن، أخبريني عن أي شيء آخر في القصر قد يكون مهمًا.

شارلوت: هناك أيضًا قاعة كبيرة في القصر، كانت تستخدم لإقامة الحفلات والمراسم الرسمية.

فلورنس: هل يمكنكِ وصف هذه القاعة؟

شارلوت: إنها قاعة واسعة ومزينة بشكل فاخر. توجد في القاعة العديد من الثريات الكبيرة، وتعلق على الجدران صور للملوك والأمراء السابقين.

فلورنس: ممتاز. أعتقد أن هذه المعلومات ستكون كافية لوضع خطة محكمة.

يبدأ فلورنس في رسم خريطة للقصر على الورق، ويضع علامات على الأبواب، والحدائق، والقاعة الكبيرة.

فلورنس: الآن، يجب أن نحدد كيف سندخل إلى القصر. أعتقد أن أفضل طريقة هي التسلل عبر أحد الأبواب الجانبية.

شارلوت: أعتقد أن الباب الغربي هو الأفضل. إنه الأقل حراسة.

فلورنس: جيد. إذن، خطتنا هي التسلل عبر الباب الغربي، والوصول إلى القاعة الكبيرة.

شارلوت: وماذا بعد ذلك؟

فلورنس: سنقوم بالاستيلاء على القاعة الكبيرة، وسنعلن عن عودتك إلى للقصر.

شارلوت: ولكن كيف سنفعل ذلك؟

فلورنس: بالتأكيد لايزال لديكِ بعض الحلفاء داخل القصر. سيساعدوننا ويوفرون لنا بعض المساعدة، حتى وإن كان ذلك بطريقة غير مباشرة.

شارلوت: هذا يبدو جيدًا.

فلورنس: إذن، لنبدأ في وضع اللمسات الأخيرة على الخطة.

يستمر فلورنس وشارلوت في التخطيط، ويضعان التفاصيل الدقيقة للخطة.

في النهاية، يكون لديهما خطة محكمة لاستعادة مملكة تيرا.

فلورنس: الآن، كل ما علينا فعله هو الانتظار حتى يحين الوقت المناسب، والتحرك.

مملكة تيرا 4-[C][مملكة تيرا 3|http://aminoapps.vertvonline.info/p/xlefo6u]

[C]يقف كارلوس وفلورنس تحت الأشجار الشاهقة، بينما الشمس تغيب بب

أمسك كارلوس بإبريق الشاي بيد ثابتة، بينما كانت يده الأخرى ترتجف قليلًا. حرص على أن تكون حركاته بطيئة ومنضبطة، لكن عينيه تفضحان قلقه. تنقلت نظراته بين شارلوت وفلورنس، لكنها لم تستقر على أي منهما. أخذ كارلوس يُفكر مليًا في كلمات فلورنس، تلك التي سمعها منه تحت ظلال أشجار الغابة الوارفة. شعر بثقل المسؤولية المُلقاة على عاتقه. يعلم أن عليه أن يحمي شارلوت، وأن يساعدها في استعادة مملكتها المسلوبة، لكنّه يخشى أيضًا أن يؤدي ذلك إلى إلحاق الأذى بفلورنس. يشعر بالضياع والتشتت. لم يعُد يعرف ما هو الصواب وما هو الخطأ. يريد أن يكون وفيًا لشارلوت، لكنّه يريد أيضًا أن يحمي فلورنس.

يستأذن فلورنس بالانصراف مودعًا كارلوس وشارلوت بابتسامة ودية. يمتطي جواده الأصيل، ويتبعه جندياه المخلصان.

يودع كارلوس صديقه قائلًا: "أتمنى لك رحلة آمنة يا فلورنس."

يجيب فلورنس بابتسامة: "شكرًا لك يا صديقي. سأعود قريبًا."

يشقون طريقهم وسط الغابة تحت ضوء القمر الخافت الذي يتسلل من بين أغصان الأشجار. كان المساء ساحرًا بكل ما فيه. نسيم عليل يحرك أوراق الشجر بهدوء، وصوت صراصير الليل يعزف لحنًا هادئًا يملأ الأجواء. يختفي فلورنس وجندياه بين الأشجار، ويعود الهدوء إلى الكوخ. يتفقد كارلوس بعض الأوراق والخطط التي وضعوها، بينما كانت شارلوت تحدق بشرود في النار المتراقصة، وكأنها تبحث فيها عن إجابات لأسئلتها. كانت تفكر في كلمات فلورنس، وفي الوعد الذي قطعه على نفسه باستعادة مملكتها. كانت تشعر بالأمل والتفاؤل، ولكنها كانت تخشى أيضًا من المستقبل المجهول.

في تلك الليلة، كانت الغابة تغرق في ظلام دامس، حيث الأشجار الشاهقة المتشابكة أغصانها كأذرع عملاقة متشابكة، تحجب حتى خيوط القمر الشاحبة. كانت الغابة تحتفظ بأسرارها العميقة، بينما تراقب عيون خفية كل حركة وكل نفس. كانوا يتتبعون بدقة كل من يدخل ويخرج، يسجلون أدق التفاصيل في سجلاتهم الصامتة.

مملكة تيرا 4-[C][مملكة تيرا 3|http://aminoapps.vertvonline.info/p/xlefo6u]

[C]يقف كارلوس وفلورنس تحت الأشجار الشاهقة، بينما الشمس تغيب بب

في مكان ما بين هذه الأشجار الشاهقة، كان هناك شخص يتسلل بحذر شديد، يخطو بخطوات ثابتة ومدروسة كأنه شبح. كان يتجنب الأغصان الجافة المتكسرة والأوراق المتساقطة التي قد تفضح مكانه، يتحرك بصمت كظل الليل. كان يعلم أن هناك عيون تراقب المكان، وأن أي خطأ قد يكلفه حياته.

فجأة، شعر بألم حاد يخترق جسده. نظر إلى الأسفل فرأى سهمًا يخترق قدمه، مثبتًا في لحمه. لم يشعر بالخوف، بل شعر بمزيج من الغضب والإصرار. كان يعلم أنهم كشفوا أمره، وأن عليه أن يتحرك بسرعة، فكل ثانية ثمينة.

سحب السهم من قدمه بسرعة، رغم الألم الذي يعتصره، استمر في التقدم، متجاهلًا جرحه الذي ينزف بغزارة. كانت المهمة التي على عاتقه أهم من أي شيء آخر، أخبار مصيرية يجب أن ينقلها. كان يعلم أن حياة الكثيرين تعتمد على هذه الأخبار، وأن عليه أن يصل إلى وجهته بأي ثمن.

وصل أخيرًا إلى وجهته، وهو يحمل جرحه الذي ينزف وأخباره الثمينة. كان يعلم أن هذه الأخبار قد تغير مجرى الأحداث، وأنها قد تكون المفتاح إلى النصر أو الهزيمة. لذا، يجب عليه أن يكون قويًا، وأن يتحمل الألم، وأن يوصل هذه الأخبار بأمانة وإخلاص.

في الكوخ، كان كارلوس يعد العشاء على مهل، بينما كانت شارلوت منهمكة في تجهيز الأطباق على الطاولة. فجأة، سمعا طرقًا خفيفًا على الباب.

أسرع كارلوس لفتح الباب، فوجد ماتياس يقف أمامه. كان يبدو متعبًا وقلقًا، وكان هناك بقعة دماء واضحة عند قدمه اليسرى. دخل ماتياس من الباب وهو يرفع قدمه اليسرى بحذر، يظهر على وجهه أثر ألم شديد. توقف للحظة، يتأمل كارلوس وشارلوت بعيون متألمة.

سأله كارلوس بقلق: ماتياس! ما الذي حدث لقدمك؟

ماتياس يحاول إخفاء ألمه: لا شيء، مجرد خدش بسيط.

شارلوت تقترب منه بقلق: لا تكذب علينا. رأيتُ الدماء، إنه يبدو أكثر من مجرد خدش.

ماتياس يحاول أن يبدو قويًا، لكن ألمه واضحٌ في عينيه. يجيب بصوتٍ متعب: لا تقلقي يا سمو الأميرة. سأعتني به.

نظرت إلى ماتياس بقلق وقالت: تعال، و أجلس هنا. سأقوم بتنظيف جرحك. وأشارت إلى أحد الكراسي المصنوعة من الخشب الداكن بالقرب من المدفئة.

مملكة تيرا 4-[C][مملكة تيرا 3|http://aminoapps.vertvonline.info/p/xlefo6u]

[C]يقف كارلوس وفلورنس تحت الأشجار الشاهقة، بينما الشمس تغيب بب

ألقى ماتياس بنفسه على الكرسي المجاور، وأطلق تنهيدة عميقة. كان وجهه شاحبًا ومتعبًا، وعيناه تحملان أثر ألم شديد. كان واضحًا أنه يعاني من شيء أكثر من مجرد جرح: لقد تعرضت لهجومٍ، ولكن هذا ليس مهمًا الآن. لدي أخبارٌ في غاية الأهمية، قال ماتياس وهو يتنفس بصعوبة، يلتقط أنفاسه ويتابع: "لقد اكتشفتُ أن هناك فوضى بين المتآمرين أنفسهم. هناك صراعٌ على السلطة بينهم، وهذا قد يكون هذا في صالحنا."

صمت ماتياس قليلًا، وكأنه يستجمع قواه لمواصلة الحديث. ثم تابع بصوت حزين: "بالإضافة إلى ذلك، علمتُ أن الملك يعاني من وعكةٍ صحية."

عندما سمعت شارلوت الأخبار عن مرض والدها، ارتجفت يداها. شعرت بالخوف والقلق يسيطران على قلبها، وتذكرت الأوقات التي كان والدها يعتني بها ويحميها. كانت تخشى أن تكون هذه هي النهاية، وأنها لن ترى والدها مرة أخرى.

لم يكن ماتياس يعلم أن كلماته ستكون بمثابة صاعقة على قلب شارلوت. فبالنسبة لها، لم يكن الملك مجرد حاكم، بل كان والدها الحنون، الذي لطالما أحبها واعتنى بها.

اقترب كارلوس: وأخبرها بلطف: "الضمادات في أعلى الدرج وعشبة الاقحوان معلقة بجانب الأدراج خلفكِ. هل تحتاجين شيئًا آخر يا شارلوت؟"

أجابت شارلوت بصوت خافت: "حسنًا، شكرًا لك. سأستخدم الماء الدافئ أيضًا."

تدخل ماتياس في الحديث، وقال: "أنا معتاد على مثل هذه الجروح. لا تقلقي عليّ."

بقلبٍ يعتصره القلق، اتجهت شارلوت نحو الأدراج الخشبية. كانت خطواتها سريعة، لكنها حذرة في الوقت نفسه، خشية أن تصطدم بشيء يعيق طريقها.

كانت الأدراج الخشبية القديمة تقف شامخة في زاوية الغرفة، تعلوها طبقة رقيقة من الغبار. نظرت شارلوت إلى جانب الأدراج، فوجدت ضالتها: عشبة الاقحوان معلقة بخيط رفيع أخذت بعضًا منها. فتحت أحد الأدراج وعثرت على صندوق صغير. فتحته، فوجدت فيه، ضمادات وأدوات أخرى. أمسكت شارلوت بالصندوق، وعادت أدراجها إلى ماتياس، الذي كان ينتظرها بألم.

شارلوت تسأل وهي تحمل عشبة الاقحوان :؛هل أقوم بغمس هذه العشبة في الماء الدافئ؟"

اقترب كارلوس: "نعم يا شارلوت، قومي بغمسها في الماء الدافئ حتى يصبح لون الماء أصفرًا باهتًا. هذه العشبة، انظري، أوراقها صغيرة ومجعدة، لونها أخضر رمادي باهت، ورائحتها تذكر برائحة الأرض بعد المطر. لها خصائص علاجية ممتازة لتطهير الجروح وتخفيف الالتهاب. لكن تذكري أن تعصريها جيدًا بعد النقع لإزالة أي شوائب قبل استخدامها على الجرح."

مملكة تيرا 4-[C][مملكة تيرا 3|http://aminoapps.vertvonline.info/p/xlefo6u]

[C]يقف كارلوس وفلورنس تحت الأشجار الشاهقة، بينما الشمس تغيب بب

أحضرت شارلوت وعاءً من الماء ووضعته على الموقد حتى بدأ يغلي. ثم أزالت الوعاء من على النار وتركته ليبرد قليلًا حتى يصبح دافئًا. وضعت أوراق الاقحوان في الماء الدافئ وتركتها تنقع لبضع دقائق. لاحظت أن الماء بدأ يتغير لونه تدريجيًا إلى الأصفر الباهت.

شارلوت: حسنًا، هو جاهز الآن. ماتياس، أرني جرحك سوف أنظفه. تنظر إليه بقلق.

ماتياس بابتسامة خفيفة: أنا معتاد على مثل هذه الجروح. بينما يقول ذلك، كانت تعابير وجهه توحي بأنه يتألم حقًا، لكنه يُحاول إخفاء ذلك.

شارلوت بإصرار: لا تكنْ مُهملًا. دعني أرى الجرح.

يُزيح البنطال عن ساقه ليكشف عن الجرح.

شارلوت تشهق: يا إلهي! هذا الجرح عميقٌ جدًا.

ماتياس بصوت خافت: لا تقلقي، سأكون بخير. كانت رائحة الدم تفوح بقوة من جرح ماتياس. كان يشعر بألمٍ شديد، لكنه كان يُحاول تجاهله.

كارلوس يبتسم ابتسامةً دافئة: أعرف ذلك يا ماتياس، ولكن هذا لا يعني أننا لا نهتم بك. أنت صديقنا، وقلقنا عليك واجب. يضع يده على كتف ماتياس الطعام سيكون جاهزًا قريبًا. آمل أن يُعجبكَ. لقد أعددتُ حساء دجاجٍ، فهو مفيدٌ للجروح ويساعد على الشفاء. كان كارلوس قد بدأ بالفعل في إعداد الحساء. كانت رائحة الدجاج والخضروات تفوح في أرجاء الكوخ، وتُضفي جوًا من الدفء والألفة. بينما كان كارلوس يتحدث، كان وجهه يحمل تعابير القلق والاهتمام. كان واضحًا أنه يُحب ماتياس ويُريد أن يُساعده بأي طريقة ممكنة.

ماتياس ينظر إلى كارلوس بامتنان: شكرًا لك يا كارلوس. أنت دائمًا تهتم بي. أنا جائعٌ جدًا الآن، ورائحة الحساء شهية جدًا.

كارلوس يحدث شارلوت وهو يبتسم: أنتِ تتعلمين سريعاً يا شارلوت.

شارلوت: نعم، هذا أفضل من ألا أقوم بفعل شيء. تأخذ قطعة قماش نظيفة وتبدأ في تنظيف الجرح بلطف كانت رائحة الأعشاب الخفيفة التي استخدمتها تفوح في الغرفة، ممزوجة برائحة الدخان الخافتة مع الطعام  من الموقد. نظرت شارلوت إلى ماتياس بعيون قلقة، ثم أخذت نفسًا عميقًا وبدأت في فحص الجرح. كانت حركاتها دقيقة وحذرة، وكأنها تتعامل مع شيء ثمين.

كان ماتياس ينظر إليها بإعجاب. كانت عيناه تحملان نظرة إعجاب ممزوجة بامتنان. كان يرى فيها أكثر من مجرد أميرة، كان يرى فيها صديقة مخلصة وشخصًا قويًا يمكن الاعتماد عليه. في تلك اللحظة، أدرك ماتياس أن شارلوت لم تكن مجرد أميرة، بل كانت قائدة بالفطرة. إعجابه بها تزايد، وشعر بالامتنان لكونها صديقته. بينما كانت شارلوت تُطهِّر جرحه، شعر ماتياس بنظراتها الدافئة. لم تكن نظرات شفقة، بل نظرات تقدير وإعجاب.

بينما شارلوت مازالت تقوم بتنظيف جرح ماتياس بعناية فائقة، كان كارلوس يجلس في زاوية الغرفة، وعقله يدور في حلقة مفرغة من الأفكار. كان يفكر في الأخبار التي سمعها للتو، وكيف أنها قد تقلب الموازين وتغير مجرى الأحداث. كان يعلم أن هذه الأخبار قد تكون فرصتهم الأخيرة لاستعادة المملكة من أيدي المتآمرين، لكنه في الوقت نفسه كان يشعر بقلق شديد على شارلوت. بينما كانت شارلوت تبدو شاردة الذهن، وكأنها فقدت الأمل في كل شيء. كان كارلوس يراقبها عن كثب، ويحاول أن يخفف عنها، لكنه كان يعلم أن الكلمات لن تجدي نفعًا في هذه اللحظة.

مملكة تيرا 4-[C][مملكة تيرا 3|http://aminoapps.vertvonline.info/p/xlefo6u]

[C]يقف كارلوس وفلورنس تحت الأشجار الشاهقة، بينما الشمس تغيب بب

في ضوء المصباح الخافت، تتضح ملامحهم. كارلوس، بقميصه البني الذي يحمل آثار بقع الطعام، يمسك بملعقة خشبية ليحرك بها القدر الذي يغلي على الموقد. رائحة الطعام الشهي، تبعث الدفء في قلوبهم. شارلوت، بثوبها البسيط المصنوع من الكتان، ، بلمساتها الحنونة، تضمّد جراح ماتياس بعناية فائقة  بقطعة قماش بيضاء نظيفة. ماتياس، بعينين متعبتين وقلبه يحمل الكثير من القلق، يراقب صديقيه بصمت. ألمه واضح، لكنه يتحمل بصبر.

شارلوت ، وهي تحاول أن تخفف عنه الألم بكلماتها الرقيقة: "اهدأ يا ماتياس، سأعتني بك جيدًا. أنا أغطي الجرح بلطف."

ماتياس بصوت متعب: "أنا بخير،" ، لكن عينيه كانتا تلمعان بعزيمة. "ولكن يجب أن نسرع. ليس لدينا وقت نضيعه."

كارلوس وهو يبتسم ابتسامة خفيفة، لكنها لم تصل إلى عينيه. "أعرف ذلك،" "ولكن يجب أن نعتني بجرحك أولًا. لا يمكننا أن نذهب إلى المعركة وأنت في هذه الحالة."

سأل ماتياس بدهشة: "معركة؟". "أي معركة؟"

شارلوت بسخرية، وكأنها تحاول إخفاء قلقها: "لا توجد معركة يا ماتياس. كارلوس يمزح معك. ألستَ ترى أنه يبتسم؟" ثم أضافت بنبرة أكثر جدية: "ثم إن جرحك هذا يحتاج إلى عناية فائقة قبل أن تفكر في أي معركة." صمتت قليلًا، ثم تابعت بشجاعة: "خُطتنا جاهزة! لقد ساعدنا فيها صديق كارلوس." وأضافت وهي تنظر إلى كارلوس نظرة ذات معنى: "لديه صديق يملك الكثير من الجنود. لقد قال إنه سيتعاون معنا."

في محيط هذا التوتر، يتبادل كارلوس وماتياس نظرات سريعة تحمل معاني مبطنة. كارلوس، بابتسامته الخفيفة، يحاول أن يُضفي جوًا من الثقة، لكن عينيه تخفيان قلقًا عميقًا. ماتياس، الذي يبدو أنه يمتلك معلومات أكثر مما يُفترض، يتفاجأ بذكر اسم "فلورنس"، ويطرح أسئلة متلاحقة تكشف عن دهشته.

ماتياس بفضول: من هو هذا الرجل؟ هل أعرفه يا كارلوس؟

كارلوس يبتسم ابتسامة خفيفة: نعم، إنه شخص يمكن الاعتماد عليه.

شارلوت تقاطع: اسمه فلورنس.

ماتياس بصدمة: فلورنس؟ الأمير فلورنس...؟

شارلوت تقاطع مرة أخرى: أمير...؟فلورنس؟.

ماتياس: متعجبًا هل الرسالة التي أوصلتها كانت للأمير فلورنس؟

هنا، يتدخل كارلوس بحزم، ويقطع سلسلة الأسئلة التي يطرحها ماتياس.

مملكة تيرا 4-[C][مملكة تيرا 3|http://aminoapps.vertvonline.info/p/xlefo6u]

[C]يقف كارلوس وفلورنس تحت الأشجار الشاهقة، بينما الشمس تغيب بب

ماهرةٌ أنتِ يا شارلوت! انتهيتِ من التضميد بسرعة. جرح ماتياس يبدو في حالة جيدة الآن بفضل عنايتكِ، يشير إلى قدم ماتياس

كانت تلك إشارة واضحة لماتياس لكي يصرف انتباه شارلوت ويبعدها عن الحديث عن فلورنس. وفي الوقت نفسه، وجه كارلوس نظرة حادة إلى ماتياس، وضغط على أسنانه بقوة، كأنه يحاول أن يوصل إليه رسالة واضحة: اصمت، لا تتحدث أكثر من ذلك.

ماتياس، الذي يشعر بدوار خفيف وكأن رأسه يدور به، ينظر إلى كارلوس وشارلوت في حيرة، ويحاول فهم ما يجري.

شارلوت، وقد اشتعلت شرارة الغضب في عينيها، تحدق بكارلوس وتسأله بحدة: "أعتقد أنني بدأت أفهم. أمير أورورا... فلورنس؟"

ثم تضيف بنبرة مليئة بالمرارة: "لماذا لم تخبرني بذلك؟ هل تتوقع مني أن أؤذيه؟"

يحاول كارلوس تهدئة الموقف، ويقول بملامح هادئة، لكن صوته كان يحمل نبرة قلق: "من فضلكِ، هذا ليس وقت الجدال عن هذا. لم يكن هذا هو الوقت المناسب. أردت أن تتأكدي من أننا نستطيع الوثوق به أولًا."

لكن شارلوت لم تقتنع بهذا التبرير، وقالت بصوت مرتفع: "الثقة لا تأتي بالإخفاء والخداع! كان يجب أن تخبرني بالحقيقة منذ البداية."

يحاول كارلوس مرة أخرى أن يوضح موقفه، ويقول: "لم يكن الأمر كذلك. أردت فقط حمايتك."

لكن شارلوت لم تصدقه، وسألته بصوت مرتفع: "حمايتي؟ أم حماية سره؟ أنت لا تثق بي."

يتبع..

مملكة تيرا 4-[C][مملكة تيرا 3|http://aminoapps.vertvonline.info/p/xlefo6u]

[C]يقف كارلوس وفلورنس تحت الأشجار الشاهقة، بينما الشمس تغيب بب
Likes (23)
Comments (1)

Likes (23)

Like 23

Comments (1)

جميل

Read more
1 Reply February 21
    Community background image
    community logo

    Into Kings Of Manga? the community.

    Get Amino

    Into Kings Of Manga? the community.

    Get App