— in memory of love

⠀

⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀

عَلى ضِـفاف جِنَـانك حَيـث مَـجـرى لَوعـتكَ قَد حَرم

أن يَسقيني فَلا أن يَـرويِني، غِـرار زَمـنٍ كُنتُ أُناجِـي

فِيـه الرَحمة و الغُـفران منـك أين كُنت ضَـائع الـرُوح

يَـحوزني ذاك السِـيل لبـاطِنـهِ خَـائِر الـذَاتِ و النُفـوذ

أين كُنت مُستَسلِمًا مُقتادًا بِعاطِفةٍ من شَهوَةٍ فَـشوق

فتَيتم بك.

أفا تُحرِمُنيِ؟ أفا تُقذف بي بعيدا في جوانبِ صَـحراءٍ

قَاحلة لا يَقين لِي بها؟ أَهَا أَنت نَابَذ لِي كما سَوى الإله

بملاكِه؟ أَمَا عَاد ذَاك مَجْـثَم جُثمَاني المُهَيم فِي نَضَارَةٍ

آَمنت بِمَلمَحك؟.

فَرَيعَان المِيـثـاق قِد إنقضى فِي حَلقَـة ذِكـرى فَأُخـرىَ

تَرتَـدُ لِبَـالٍ مُهَمـش، ذِكرَى يَـتَخـلَلُها شَبـحُ رَبـيعٍ تَفَـانَى

فِـي مَحـيَاك ،ذِكـرى أَيـن تَـدَاعـت جُثَـثُـنا عَلـى بَعـضٍ

فتُدنسُ طَهَارة النَفسِ.

فَيِا ضَيائِي مَن نَفذتِ جِنـانِي أَحـنَ عَـلى المَأْسُور ذَو

الجُـسمان النَـدِيّ مُهـمَل الأَثِـير طَـريِح وَحْـشَتـه أَيـن

يلَمح فَان المُبصِرتين مِيلاد رَابِطة فَنِزاع رَابِطة ضَالًا

فِي نَشوَةِ أَين شَبحُ وجُودك يُرافِق شَوق عَدمِه ، أَين

حَدقة مُجهَشة فَثانِية مُنْشَرِحة.

حَـسرَةٌ تَنـهشُ ذَاك النَـاجي مِن هُجـرانِـك عَـلى مَهـلٍ

يُـهَشم مُسْتَـقَرّ شَـظَايا تَـعـلقٍ بِـذَاتِك الإِلـهِية جَارِحَـة

تُدمِع فُؤاد مَفـطورًا مَولود حَدِيـثك فَلَق اليَوم، حِـسّ

فَراغٍ يَلدغ أَين أُحَتوى دِفئ الشِتاء فِي ظُلمة حُجرك

فَشهَقات شَجَن لأَسىَ فَأنِـين ذَاك سَـقِيم وَحـدَتهِ أَين

يَتـتَابعُ دَمعُ العَيـنِ عَلى الجَـاف مِـنه عُلوَّ مَلَمحٍ مُبْتَلٍّا

مُرافِقًا إِياها مُلَـطخة لَـوحَة ذاك المُـولع المُبـتهِج فِـي

صِغرهِ بِصَـبغٍ رَمـادِي الـلَون أَيـن تَـتَنـاثر فِـي الأرجَـاء

وقَائع سِـنين العَـاشِق فِي وَحدتِه تُـقرأُ تُروى مِن عَلى

مَلامِح بَاكِية.

شَبحُ قُبَلٍ و ضَمٍ يَتمايَلان فِي حجْرٍ عُطِرَ بِهَـوى فَاح

و سَيَّـجَ تَخلِيد مَهـجَتـك فِي أَرجَـاء ذَكـرَيَاتِـي حَيْـثُ

يُنهَم وَداد العَاشِق فِي سَوادِ غِيَابك.

غِيَـمٌ رَمـادِيةٌ مُـمطِرةٌ تَحوم بِفَاقِدٍ، بِفَـاقِد يَـومٍ كُل مَا

مَلـكَ مِن مُـلكٍ، مـن كَان تَـوَهَّـمَ فَخَال بَأبَـديِـة هُيَامُِهِ

الوَهَان، الوَهَـان كَقُـربَـانٍ لَا مُـقـدَسُ إِلـهِـيٌ يَستَجيـبُ

لِدَويُـه فَيَضمَحلُ فِي يَداهُ هَشـةُ الطِينَة، تَحُومُ حَولهُ

كَنـذِيرَ شُـؤمٍ مُفشِيةً لِسَـرمَدِيَّة عُزلَتِـهِ، طَائِـفةً حَـولهُ

مُـسيَجَـةً إِيَاهُ عَـاصِفَةً بِـهِ، مُـهَـمِشةّ لعِشَـقٍ آمَنـت بِـهِ

الصُحف.

خُـطىً مُقهَـرة، مُـدويَة فِيِ أَرجَـائِـها هَـزيِمةِ مَصـدَرِهَا

خُطوةٌ مُثقَلة بِجثمًانٍ مُهلَك مُنذل مَاقَريِنهُ إِلَا مُنَاضِلُ

هَيـجَاءٍ مُعَافـى، جُـثةٌ حَـلَ بِهـا بَـلاءُ نَبـضٍ فَـي غَـربِ

سِجنِهَا، نَبـضٌ بَاهتٌ يُشَـبِثُها فِي حَلقَةُ ذِكريَاتٍ أَزلـيِة

ذِكرىَ خَيبَةٍ مَن كانَ يَومًا وَدودً مُغـرَم بَمـعشُوقٍ مُجِد

كَإِلهٍ حَق. خُـطوةٌ مُثقلة تُدرِكهَا خُطوةٌ مُـرهَقة مُكبلـةٌ

بِشَبح روحِ سُخِرت لَها سُخريَةُ الرَبِ، مُحَملةٌ بِشجُون

مَن سَبِقَ أن كَان قَاهِرَ أحزَانهَا.

مَلمَسٌ كَفِه الرَطبِ حَل بِمقـبَضِ مِدخل سَكنِـه الوَديع

كَنـسِيـمٍ عَاصف قَـارس مُزيِـحًا إيـاه بِتـقَاعـس حَتـى

إِلتَقت مُقلتَاه مَقطَنهما، ذَاك مَن كَان مَأْوَاهُ الأَمين مِن

سَقِـيع شَـتاء دُنيَـاه جُـسد و رَسـى قُـبَالَتـه فـإِنْتَصَـبَ

بِـدورهِ فِي مُـقَامـه بِمُـكـتمل كَيانِه الهَـزيِل مُشرِكًا بَـما

حَدثت عَيناه، أَيقفُ قَبلهُ؟ ذَاك مَن كَان مُحيِـيهِ مَـدى

الدَهـرِ، مَـن إِضـمحَلـت الـسِنيـن بِعِـشـقـهِ، مُسـتوطِـنُ

جَوهَرهِ، ذَاك مَـن أَفتَـك بِوجـدَانِه فُرقان ذِكرى عِقـدهُ

الثَاني كَميدان إِنبثقَ فِيه نَباتٌ ضَار.

وَ خَيرَ شِركهِ، فَمْن كَان يَتُوق لَهُ يَومًا بِيوم مُستَحوِذًا

لفِـكره حَتى إِغتَـصبَهُ لَم يَـكُن أَكثَر مِن هَاجِس حَنِـينٍ

نَسجَهُ إِقتِـرانهُ الجَسُور بِمَوطِن يَداه عَلى جَسدِ الأَخر

أَين تَراقَصت أنَامِلهُ فَجرًا و تَخلـلت غَسقَ كُل لَيلٍ فِي

آسَوارٍ حَجبـت كِلاهُـما فِي خَلوةٌ خَـرساء لَايَنفَذُ مِنـها

سَـوا ضَجـيجُ أَنفَـاس غَيـرُ مُتـراتِبة فَأنِـينُ أَلـمٍ جَـوالاٍ

لأَلسِنـتهم المُتآلِفة، هَاجِـسٌ إِنَـدثَر تَحـتَ غَيث سُحبٍ

كرَماد هَالِك فِي سَيل مِياهِ نَقيِ.

و هَـا هُـو ذَا، سَـائِرٌ كَجندٍ مُـنهَزم رَاضِـخًا مُسَـلِمًا أَمرهُ

فَـلَعـل آلِهـةً مَـا تَـلِيـن بِحـالـهِ فَـهـو ذَاك مَن إِغـتَـربـت

الـسَكينةَ بَاطِنهُ، مُنسَحِبًا مُـهَانًا بِخُـطَىً وَاكـبَها الدَمـعُ

لِمضجَعِ فَوَاته عَسى أَن يَخون الضَياء عَيناه، هَاهُو ذَا

قَـاذِفَا بِـثقلِـه عَـلى آسطُح أَفـرشةٍ تَزينـت بِنَداوَةِ نُسلِ

المُدمِعـتَان، فَلعل هَذا يُنسيه دِفـئ ذِكراك حَتى ينـدثِرُ

بِالهُ لسُويِعات قَليَلة تُهون مِن أَسى مَا قَمع.

” لَقـد عَشِقتُك و كُل مَا تَخللـك، قَـد عَشِقتُـك بِكُـل مَا

فِيك مِـن مَا يُرضِيك لِمَا مَا يُغِيـضك، أَحبـبتُ مَحـيَاك

البَهَـاء أَين أَسرتَ نَاظـريِ يَا عَشيقي، يَا مَـن سَـبِق أَن

كُنت عَاشِقي، أَحـبَبتُ تَراكُـض الحَيَـاءِ وَجنـتَاك حِـين

لَـبـى لِـسَـانـيِ نِـداء مَـهـجتـي و قَهقهَـتِك حِين خَانِهَـا

أَحبَبتُ حَرارةُ يَـداك إِن مَا حَدثتُك عَن مَا يَغزُو فِكريِ

كُـل مَـا تَداركَتنيِ سَـهوةٌ، أَحببـتُ تَـناسِي الزَمن حِيـن

كُنـت تَخـتَلِسُنـي لأُمَـسيَـاتٍ فَـلَيَـاليٍ عِـدة حَتى خُلِـد

عِطركُ فِي بَدنِي “