تلوينه، القصة التي كتبها قلبي قبل يدي :cat2: 🫶.

╔════ஓ๑♡๑ஓ════╗

:cloud: ❝ WELCOME TO MY STORY ❞ :cloud:

╚════ஓ๑♡๑ஓ════╝

⋆⁺₊⋆ ☾ ⋆⁺₊⋆ ⋆⁺₊⋆ :cloud: ⋆⁺₊⋆ ☾ ⋆⁺₊⋆

#لجنة__الكتابة

قصة قصيرة

بطلتها الفتاة سُدن ورفيقها القط الغامض تلوينه

فيها خيال وغموض ولمسة من الدفء

أتمنى تعجبكم وتعيشون جوها من أول سطر لآخر لحظة

⋆⁺₊⋆ :cloud: ⌜ Enjoy & Stay Tuned ⌟ :cloud: ⋆⁺₊⋆

سُدن وتلوينه: حين أصبح الرسم قلبًا آخر

لم تكن البداية حكاية بل كانت لحظة واحدة فقط غيّرت كل شيء

لم تكن حكاية تُروى بل شعور انفجر فجأة كأن المطر هطل على أرض ظنّت أن الجفاف قدرها

وربما كانت حاجة لطيفة تسلّلت إلى الحياة بهدوء

سُدن فتاة في الثامنة عشر من عمرها

تسكن في زاوية هادئة من هذا العالم

تحب الغيوم وتحدّق بها طويلًا كأنها تبحث عن شيء ضاع منها

تميل إلى الألوان الفاتحة وتحب الصمت

ليس لأنها حزينة بل لأنها تؤمن أن للحياة صوتًا أوضح حين نصمت

⋆⁺₊⋆ ☾ ⋆⁺₊⋆ ⋆⁺₊⋆ :cloud: ⋆⁺₊⋆ ☾ ⋆⁺₊⋆

شعرها الأسود ينسدل على كتفيها وكأنه اعتاد الهدوء

وعيناها البنيتان تحملان حنانًا لا يشبه عمرها

لا تحب الزحام ولا تفضل أن يسألها أحد: "بماذا تفكرين؟"

ربما لأنها لا تعرف الجواب أو تعرفه ولكن لا تجد له كلمات

⋆⁺₊⋆ ☾ ⋆⁺₊⋆ ⋆⁺₊⋆ :cloud: ⋆⁺₊⋆ ☾ ⋆⁺₊⋆

كانت ترسم

لا لأنها فنانة بل لأن قلبها لا يعرف أن يتكلم إلا بالألوان

ثم جاء "تلوينه"

⋆⁺₊⋆ ☾ ⋆⁺₊⋆ ⋆⁺₊⋆ :cloud: ⋆⁺₊⋆ ☾ ⋆⁺₊⋆

قط صغير بلونٍ أصفر

وجدته في صباح رمادي مبتل بالمطر وكان يرتجف

كثيرون مرّوا بجانبه لكن لم يمد أحدٌ يده

لا تعلم لماذا هي فعلت ذلك

لكنها فعلت

خلعت معطفها ولفّته عليه وحملته

لم تفكر

وكأنه هو من كان يدفئها لا العكس

سمّته "تلوينه"

لأنه حين بدأ يستعيد قواه مشى فوق دفترها

وترك آثار أقدامه الصغيرة على الورق وكأنه وقّع أول لوحاته معها

ومنذ ذلك اليوم لم يفارقها

كان ينام بجانبها ويجلس قربها وهي ترسم

حتى صمته كان يشبه صمتها

دافئ مألوف ومليء بكلمات لا تُقال

رسمته كثيرًا

نائمًا

يتأمّل

يلهو ببقعة ضوء

وفي مسابقة المدرسة رسمته وهو يحدّق في السماء

وكأنه يهمس للغيوم بشيء لا يُفهم

وقفت امرأة أمام لوحتها وسألتها

هل هذا القط لك؟

أجابت سُدن ودمعة صغيرة تلمع في عينيها

نعم

وجدته في يوم ماطر ووجدني

قالت المرأة بابتسامة

هناك من يرسم الشكل

وأنتِ ترسمين الإحساس

لكن ليس كل ما نحبّه يبقى

في صباح يشبه البدايات

كانت سُدن ترسم وتلوينه يجلس قرب النافذة

وفجأة سقط

ركضت إليه

نادته

حملته بذراعين مرتجفتين

كان جسده يرتجف وفي عينيه سكون غريب

كأنه يعتذر دون صوت

أخذته إلى الطبيب

وهمست باسمه في الطريق

وكأنها إن نادته بما يكفي سيعود

وأخيرًا خرج الطبيب بصوت هادئ وقال

قلبه كان ضعيفًا

تحمّل كثيرًا لكنه لم يستطع الاستمرار

توفى تلوينه

في تلك الليلة لم تُضأ المصابيح ولم تُمسك الفرشاة

الغرفة واسعة لكن قلبها أصبح أضيق من أي وقتٍ مضى

وبعد أيام عادت للرسم

وحين عادت لم تكن يدها فقط هي التي تتحرك

كان قلبها يرسم معها

رسمته من ذاكرتها

لكن لم ترسمه كما كان

بل كما شعرت به

رسمته بألوان أهدأ وعيون أصفى وجناحين من نور

كأنها أخيرًا فهمت

تلوينه لم يكن مجرد قط صغير

كان مرآة لجزء نقي من روحها

كان رفيقًا أرسلته الحياة ليعلمها كيف تُحب وكيف تفقد وكيف تستمر

كل لون وضعته كان رسالة

وكل ظل كان ذكرى

وحين انتهت نظرت إلى اللوحة ولم تبكِ

بل ابتسمت

ابتسمت لأن الفقد تحوّل إلى معنى

ولأنها علمت أن بعض القلوب وإن غابت تبقى تضيء اللوحات التي نرسمها بالحياة

وبعد أيام من رحيله

وبينما كانت سُدن تتصفّح دفترها القديم

توقّف بصرها على ورقة بيضاء

لكنها لم تكن بيضاء تمامًا

كانت هناك آثار أقدام صغيرة

خفيفة كأنها طيف

وضعت يدها فوق الصفحة ببطء ثم رفعتها

ولم تختفِ

ومنذ تلك اللحظة بدأت تحدث أمور لم تفهمها

كلما فتحت الدفتر وجدت شيئًا جديدًا لم ترسمه

غيمة صغيرة في صفحة السماء

كلمة "اشتقتُ" بخطٍ دقيق يشبه مخلب قط

ابتسمت وكأنها تلمس روحه بين السطور

تساءلت كثيرًا

هل عاد تلوينه؟

أم أن قلبها بات يرسم وحده ما لم يعد قادرًا على حمله؟

ولم تكن تلك الذكريات رسومات فقط

بل رسائل

أنا هنا حتى وإن لم أكن

ارسميني دائمًا كما شعرتِ بي

لا كما رأيتِني

وهكذا

كلما فتحت سُدن دفترها لم تكن ترسم بمفردها

كان تلوينه معها

في كل ظل

في كل لون

في كل مساحة بيضاء تنتظر اللمسة القادمة من قلبها ومن ذاكرته

العبرة

نعم

الفقد موجِع

يمر كريحٍ باردة تخطف منّا لحظات كنا نظنها أبدية

لكنه رغم قسوته لا يأتي فارغًا

بل يترك خلفه أثرًا لا يُرى

لكنه يُحسّ بكل نبضة

علّمها تلوينه أن الحب ليس فقط في الحضور بل في الأثر

في تلك النظرة

في الصوت الغائب

وفي الأماكن التي تظل تنبض بذكرى من مرّ بها

الفقد لا يعني النسيان

بل يعني بداية فهم أعمق لما كان

علّمها أن من نحبهم لا يغيبون حين يرحلون

بل يتوزّعون في تفاصيل الحياة

في دفتر مفتوح

في فرشاة مهملة

في لحظة سكون تشبههم

وأن الفقد مهما كان ثقيلًا لا يُطفئ قلوبنا

بل يعيد تشكيلها

يجعلها أرقّ أعمق وأصدق

بعض الغياب يرسمنا من جديد

يعلّمنا كيف نحب دون خوف

كيف نحتفظ بالصوت حتى وإن غاب الجسد

كل ما نرسمه بعدهم

هو رسالة إليهم

ودليل على أنهم ما زالوا هنا

فلا تخف من الحنين

ولا تحبس دموعك

بل اجعلها ألوانًا وخطوطًا وحكايات لا تنتهي

لأن من أحببناهم بصدق

يظلون يرسمون معنا حتى من بعيد

لأن بعض الغياب لا يُطفئنا

بل يجعلنا نضيء أكثر

╔════ஓ๑♡๑ஓ════╗

:cloud: ❝ THE END ❞ :cloud:

╚════ஓ๑♡๑ஓ════╝

⋆⁺₊⋆ :cloud: ⌜ بقلم: غيـمهَ ⌟ :cloud: ⋆⁺₊⋆

⌜ شخص يكتب حين تمطر روحه ⌟

:cloud: ❝ إلى أن نلتقي مجددًا

خلكم مثل الغيم

هادئين ناعمين ومليانين خير ❞ :cloud: